انتقد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماع، الطيب لوح، ما أسماه »غياب ثقافة حماية وصيانة الممتلكات« لدى عدد من مسؤولين قطاع الضمان الاجتماعي، وذهب إلى حدّ الإشارة إلى أن غياب المسؤولية بخصوص هذا الجانب من شأنه أن يهدّد الإنجازات التي تحقّقت في القطاع في السنوات الأخيرة، داعيا عل هذا الأساس إلى ضرورة تجاوز مثل هذه الذهنيات. اعترف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بوجود الكثير من النقائص على مستوى الحفاظ وحماية ممتلكات قطاعه من خلال ما لاحظه في تنقلاته عبر العديد من ولايات الوطن وبناء كذلك على المعاينات التي تمت في متابعة التسيير المركزي والمحلي، حيث وصل إلى استنتاج مفاده أنه هذا الجانب »لم يحظ بالاهتمام الكامل والخاص به في كل المجالات«، مؤكدا أن ذلك أثّر بشكل سلبي على سير المرفق العام وأحيانا على إنجازات برنامج رئيس الجمهورية. جاءت هذه الملاحظات التي سجّلها الطيب لوح خلال مداخلته في أشغال يوم إعلامي تحسيسي حول حماية ممتلكات الضمان الاجتماعي المنظّم أمس بالعاصمة، وقد رافع في الإجمال على أولوية »تغيير الذهنيات لدى بعض المسؤولين ومن أجل ترقية ثقافة العناية والصيانة لدى كل الفاعلين وعلى كافة الأصعدة دون استثناء«. وذهب أبعد من ذلك لدى قوله: »إن عقلية البايلك يجب أن تزول، وإنّ المسؤول الذي تنقصه الصرامة في اتخاذ التدابير اللازمة لإصلاح الوضع لا يستحق أن يكون مسؤولا«. ومن وجهة نظر لوح فإن »الهدف من هذه الصرامة يبقى في الأخير الحفاظ على المرفق العام الذي هو جزء لا يتجزّأ من مكونات الدولة ورمز من رموز هيبتها«، ورفض في سياق ذلك التسليم بأن الوضع الذي وقف عليه ناتج عن نقص الإمكانيات المالية بقدر ما ربطه أساسا ب »اللامبالاة وعدم إعطاء أهمية لهذا الأمر بالذات«. وتفرّغ الوزير بعدها لتقديم الكثير من مؤشرات إنجاز وتجهيز المرافق التابعة للقطاع في العشرية الأخيرة، الأمر الذي يتطلب حسبه ضرورة المحافظة عليها. ولإبراز حجم ما تحقّق أورد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي أنه تمّ إنفاق ما يقارب 4 مليار دينار في إطار برنامج إعادة تأهيل الوكالة الوطنية للتشغيل، وما يزيد عن 9 ملايير دينار لعصرنة منظومة الضمان الاجتماعي، إضافة إلى تخصيص 2 مليار دينار لفائدة المصالح المركزية وغير الممركزة التابعة لمفتشية العمل. وموازاة مع ذلك استلم القطاع 152 هيكل جديد، وما يُقارب 110 هيكل آخر لصالح الوكالة الوطنية للتشغيل ومفتشية العمل ومديريات التشغيل الولائية. ومن هذا المنطلق يرى الطيب لوح بأن ما تمّ إنجازه يقتضي التفكير الجدّي في كيفية المحافظة عليه، واسترسل في حديثه يقول: »لقد قطعنا أشواطا وحققنا إنجازات كبيرة لا يُمكن أن تتوقف بسبب كونها افتقدت إلى المتابعة والصيانة«، وبالتالي »فإن ثقافة صيانة وحماية الممتلكات ينبغي أن تكون من صميم سياسة الدولة ككل وإدخالها على المستوى التشريعي«، داعيا المشاركين في الملتقى إلى اقتراح ما يرونه ضروريا على الحكومة لتجاوز النقص في التشريع الخاص بهذا الموضوع بالذات. كما شدّد الوزير لوح وهو يخاطب مسؤولي قطاع الضمان الاجتماعي الذين قدموا من كل ولايات الوطن على أنه من واجبهم »إعداد الميزانية التقديرية تخصّ تكاليف الصيانة«، ثم أضاف: »أنا على يقين أنه مهما كان أثر هذه التكاليف على الميزانية فإنها في النهاية ستعود بالنفع على المرفق شريطة أن تُصرف بطريقة عقلانية..«، معتقدا أنه »آن الأوان لإرساء تقاليد جديد بخصوص هذا الموضوع، أي مهمة الحماية والمحافظة على الممتلكات داخل مؤسساتنا العمومية وشبه العمومية وغرس هذه الثقافة لدى جميع المسؤولين والمسيّرين«.