ربما كان اغتيال الزعيم في تنظيم القاعدة أنور العولقي يمثل النجاح الأبرز في تاريخ البرنامج الأمريكي المثير للجدل للغارات الجوية باستخدام طائرات بدون طيار أو بالأحرى طائرات غير مأهولة. ويبدو كذلك أن تلك الطائرات »أسكتت« إلى الأبد أحد »الدعاة الإسلاميين« الأكثر شهرة وصانع القنابل »المهاب الجانب« وهو سمير خان، وفق تعبير صحيفة »ذي غارديان« البريطانية. وذكرت الصحيفة في موقعها على الإنترنت أمس أن ثمة اعتقادا بأن سمير خان –وهو مواطن أمريكي كما العولقي- لقي هو الآخر مصرعه في الهجوم أثناء مرافقته العولقي في رحلته بالسيارة. وأضافت أن اغتيال سمير خان يمثل لوحده إنجازا مهما لبرنامج الطائرات غير المأهولة الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي). أما أن يُقتل مع العولقي فذلك إنجاز مزدوج برأي ذي غارديان. ويُعتقد داخل الولاياتالمتحدة بصورة غير رسمية أن عنصرا آخر من عناصر القاعدة البارزين وأحد صانعي القنابل البارعين، هو إبراهيم حسن العسيري، لقي أيضا حتفه في الهجوم. ووُصفت غارة استهدفت سيارة كان يستقلها الرجال الثلاثة أثناء ترحالهم شمالي اليمن، بأنها انتصار »بدون تكلفة« في حرب أمريكا على »الإسلام المتطرف«. وبدأت تظهر إلى العلن بعض التفاصيل عن عملية ملاحقة العولقي وكيف انتهت. ففي أفريل من العام الماضي أدى بروز شخصية العولقي كقائد ملهم لما وصفتهم الصحيفة بالإرهابيين إلى إرغام الرئيس باراك أوباما على تفويض القوات الأمريكية بقتل العولقي بمجرد مشاهدته. فكان أن صعَّد الجيش الأمريكي من وتيرة مطاردة الرجل الذي كان يُعد الشخصية الثانية المستهدفة بعد أسامة بن لادن. وبعد صدور التفويض الرئاسي مباشرة زادت طلعات الطائرات غير المأهولة فوق سماء العاصمة اليمنية صنعاء، لكن القبائل الجبلية هناك على وجه الخصوص، والتي طالما أضمرت العداء للحكومة المركزية، رأت فيها استفزازا ومن ثم بدت غاضبة من التدخل الأمريكي. وقد مدت الحكومة اليمنية يد العون في تلك الغارة، التي كادت أن تخطئ الهدف ذلك أن العولقي صار بارعا في مراوغة مطارديه وتفاديهم. وعلى خلاف معظم الهجمات بطائرات غير مأهولة، فقد كانت هذه العملية تحت إدارة »سي آي أي« وليس القوات الأمريكية الخاصة. فقد أقلعت الطائرة غير المأهولة من قاعدة جديدة في مكان ما بشبه الجزيرة العربية لمطاردة العولقي بعد عدة أيام من مراقبة تحركاته. وبينما كان هو داخل سيارته بإحدى محافظات اليمن الشمالية بعد حضوره مراسم جنازة، أطلقت الطائرة غير المأهولة صاروخا نسف السيارة. وكان المخطط أنه إذا أخطأ الصاروخ هدفه فهناك طائرة أمريكية مدججة بالصواريخ تحوم قريبا من مكان الحادث.