أعلنت وزارة الدفاع اليمنية يوم أمس، مقتل أنور العولقي الذي يحمل الجنسية اليمنية والأمريكية، والذي يعتبر قياديا بارزا في تنظيم القاعدة العالمي. وجاء في رسالة نصية لوزارة الدفاع اليمنية بعث بها إلى الصحفيين ''قتل الإرهابي أنور العولقي''. دون أن تشير إلى مكان ولا توقيت مصرعه، لكن مصادر قبلية أكدت أنه قتل في مأرب، وأكدت واشنطن من جهتها خبر مقتل العولقي. وإن لم يتم الكشف عن ملابسات عملية قتل العولقي، الذي وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي ''أف. بي. أي'' بالملهم الروحي للتنظيم، إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن طائرات أمريكية بدون طيار هي التي نفذتها. وأكد الجيش اليمني بأن العولقي قتل مع مجموعة من رفاقه. وأوردت وكالة ''رويترز'' للأنباء عن مصدر أمني يمني بأن العولقي قضى في غارة جوية استهدفت موكبه، كما نقلت عن مصادر قبلية قولها إن الغارة استهدفت سيارتين في محافظة مأرب شرقي اليمن. ورغم الغموض الدائر حول حيثيات مصرع أنور العولقي الذي يعتبر أحد الشخصيات البارزة في التنظيم الإقليمي للقاعدة في جزيرة العرب، إلا أن خبر مقتله أكد في العاصمتين اليمنية والأمريكية. وسبق لسلطات اليمن أن أعلنت مصرع العولقي في ديسمبر الماضي مع ثلاثين من القاعدة، لكن اتضح لاحقا أنه لم يكن من ضمن القتلى. وكانت وزارة الدفاع كشفت الشهر الماضي عن ''عمليات استباقية مزدوجة وناجحة'' قام بها سلاح الجو اليمني ضد ''أوكار لعناصر تنظيم القاعدة''. واعتبر بيتر كينغ رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي مقتل العولقي بأنه ''نجاح كبير في قتالنا ضد القاعدة وأتباعها''. وأضاف كينغ ''كان العولقي طوال السنوات المنصرمة أخطر من أسامة بن لادن نفسه. قتل العولقي نجاح عظيم للرئيس أوباما وللرجال والنساء في مخابراتنا''، لكنه قال أن الولاياتالمتحدة يجب أن تظل حذرة ''لأن هناك الكثير من الإرهابيين الإسلاميين الذين يسعدهم التقدم لشغل مكان هذا القاتل الخطير''. وتضع واشنطن كما صنعاء العولقي على رأس الشخصيات الإرهابية التي تعمل على القبض عليهم بكل الطرق. وقد أدين من قبل السلطات القضائية اليمنية في أكتوبر 2010 بتهمة الارتباط بالقاعدة والتحريض على قتل أجانب، وطالبت محكمة يمنية بتوقيفه بعد أن قامت السلطات الأمريكية بممارسة ضغط كبير على صنعاء من أجل القبض عليه بعد فشل محاولة في نفس الشهر لتفجير مراكز يهودية في شيكاغو، تتهمه واشنطن بالضلوع فيها. وتربط واشنطن العولقي بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وقد وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جانفي 2010 بأنه ''مشكلة''. كما اتهمت واشنطن العولقي بأنه سلّح ودرب طالبا نيجيريا يدعى عمر الفاروق حاول تفجير طائرة عشية أعياد ميلاد .2009 وصنفت واشنطن العولقي في جويلية 2010 في خانة ''الإرهابيين المطلوبين'' وجمدت أصوله ومنعت أي معاملات مصرفية معه. ودعا العولقي في تسجيل مصور بث في ماي 2010 المسلمين ممن يعملون في الجيش الأمريكي إلى أن يسيروا على نهج الرائد الأمريكي المسلم نضال حسن، المتهم بقتل 13 جنديا في إطلاق نار في قاعدة أمريكية نهاية العام الماضي. واتهم جون برينان مستشار الأمن القومي الأمريكي العولقي بالارتباط بنضال حسن الذي سيمثل أمام محكمة عسكرية العام المقبل. وفي ماي الماضي، قال مصدر قبلي يمني إن العولقي نجا بأعجوبة من غارة نفذتها طائرة أمريكية دون طيار في شبوة، وجاءت بعد ثلاثة أيام فقط من مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان على يد قوة أمريكية خاصة. ويعتبر مقتل العولقي ضربة قوية يتلقاها تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن في ماي الماضي وسقوط قيادات الصف الأول، على غرار أسامة حمود الشهري المعروف بابو حفص الشهري كان عضواً في ''فريق الحماية الشخصية'' لبن لادن الذي قتل في غارة بوزيرستان الباكستانية. وفي باكستان أيضا اعتقل المسؤول عن المخططات الخارجية للتنظيم المدعو يونس الموريتاني وكذا مقتل عطية عبد الرحمان الذي ينظر إليه كونه الرجل الثاني في التنظيم بعد الظواهري وهو ليبي الجنسية.