نجا الضابط الشرعي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أنور العولقي، من غارة استهدفته في مدينة شبوة اليمنية. وقد أكد ذلك أقرباء للعولقي الذي يعتبر واحداً من أبرز المدرجين على ''لائحة الإرهابيين'' الذين تطاردهم الولاياتالمتحدة. بحسب أحد أبناء عشيرة العولقي، فإنه نجا من غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في محافظة شبوة في جنوب اليمن، أول أمس الخميس. قائلا: ''العولقي وسعودي من مسؤولي قاعدة الجهاد في جزيرة العرب نجيا من صاروخ أطلقته طائرة أمريكية من دون طيار على سيارة كانا يستقلانها فجر الخميس قرب عبدان (50 كلم جنوب غربي العتق)''، كبرى مدن محافظة شبوة. وذكرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن الهجوم أودى بحياة اثنين من قادة تنظيم القاعدة، وكان يستهدف زعيم القاعدة البارز، أنور العولقي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن هجوم الخميس كان جزءا من برنامج البنتاغون المتواصل لملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وكانت الأممالمتحدة قد أصدرت، في 20 جويلية ,2010 قرارا بإدراج أنور العولقي، اليمني الأصول والمولود في نيو مكسيكو بأمريكا، ضمن القائمة السوداء للإرهابيين المبحوث عنهم. وهي القائمة التي كانت تضم، قبل إسقاط بن لادن، 250 اسم. وتضمن القرار الأممي إلزام كل دول العالم بتجميد أرصدته وحجز ممتلكاته عبر العالم ومنع تحركه وحيازة أسلحة. وجاء قرار الأممالمتحدة وقتها أربعة أيام فقط بعد إعلان البيت الأبيض، في مذكرة له، تصنيف العولقي بعبارة ''أنور العولقي يعتبر ضمن الإرهابيين العالميين من ذوي الطراز الخاص''، وهو الموقف الذي أوردته واشنطن بعد إعلانها في شهر أفريل 2010 السماح بمطاردة واعتقال أو قتل العولقي بعد وصفه من طرف إدارة البيت الأبيض ''بأنه التهديد الإرهابي الأكبر لأمريكا''. وجاء الموقف الأمريكي وقتها بعد رسالة إلكترونية أوردها العولقي محذرا فيها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من المغامرة بتوريط الولاياتالمتحدة في اليمن كما تورطت في العراق وأفغانستان، حيث حذر العولقي، في رسالته التي نشرت حينها على موقع ''جهادي'': ''إذا كان جورج بوش الصغير يذكر كرئيس ورط أمريكا في أفغانستان والعراق، فالآن يبدو أن أوباما يريد أن يذكر كرئيس ورط أمريكا في اليمن''. كما اتهمت أمريكا العولقي بأنه من أعطى تعليمات للنيجيري، عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير قنبلة على متن طائرة ركاب أمريكية كانت في رحلة من أمستردام إلى ديترويت، في أواخر ديسمبر الماضي، واتهمته بتجنيد أشخاص للقاعدة والمساعدة في تدريب إرهابيين في معسكرات في اليمن وتشجيعه لتنفيذ هجمات ضد المصالح الأمريكية. وبقراري أمريكا والأممالمتحدة، فقد تحول هذا الإرهابي المحسوب على الجناح الجهادي لشبه الجزيرة العربية إلى أخطر إرهابي، وهو الأكثر منافسة لجناح التيار المصري في التنظيم، كما حول الموقف الأمريكي تجاه هذا الاسم، حديث الظهور في التنظيم، زعيما لا يقل عن بن لادن ومنظري الإرهاب الدولي الذين أسقطتهم القوات الأمريكية في عمليات مختلفة. وبعد غياب طويل للعولقي عن الساحة، جاء ليعود بقوة بعد استهدافه أمس. ويأتي وصول الأمريكي الجنسية ''أنور العولقي''، المترعرع في نيو مكسيكوبالولاياتالمتحدة، إلى أعلى هرم تنظيم القاعدة، بعد نجاح القوات الأمريكية في القضاء على مؤسسي القاعدة وأهم ركائزها مثل السعودي ''عبد العزيز المقرني'' المكنى ''أبو هاجر'' واليمني ''سمير الحداي'' واستهداف اليمني ''أبو علي الحارثي'' بصاروخ انطلاقا من طائرة بدون طيار.