قرأت في الآونة الأخيرة في يومية إخبارية تصريحا نسب إلى الأخ الكريم والصديق العزيز وقائد فحل من فحول جبهة التحرير الوطني وأبطال ثورة نوفمبر المجيدة، وذلك "بالإسم والصفة"، مفاده أن جبهة التحرير الوطني انتهت مهمتها غداة استعادة السيادة الوطنية، لم أصدق ذلك، لسبب بسيط هو أن فلسفة ثورة التحرير عشناها معا ومواثيق مؤتمرات جبهة التحرير الوطني، ابتداء من بيان أول نوفمبر وصولا إلى الصومام والجزائر ومرورا بطرابلس والتي شارك في صياغتها أجزاء منا، تؤكد استمرار واجبات ومهام هذه الحركة الوطنية لمدة غير محدودة بعد الاستقلال، وذلك ما تم انجازه خاصة في الجانب الاجتماعي والديمقراطي الذي نص عليه بيان نوفمبر التاريخي (تأسيس دولة اجتماعية ديمقراطية في إطار القيم الإسلامية)، وهل ذلك تم؟ إضافة إلى هذا، نحن الذين واصلنا نضالنا في صفوف هذه الحركة، ضامنين الذاكرة التاريخية لكل الجزائريين، وخاصة الشباب، نعتبر مواصلتنا لهذا النضال في حزب جبهة التحرير الوطني وفاء لشهداء الجزائر، شرقها، غربها، وسطها وشمالها. إن أملنا من كل من كان إلى جانبنا واختار مواقع أخرى في الساحة السياسية، وخاصة إخواننا المجاهدين، أن لا يصب ماءه في مطحنة الحاقدين والكائدين والذين لهم عقدة مع الانجازات والمسار المشرف لهذا الحزب العتيد بمناضليه، الأموات رحمهم الله والأحياء أطال الله في عمرهم• لقد ولدت جبهة التحرير الوطني في أحضان الشعب ويبقى الحكم الأول والأخير في هذا الموضوع للشعب الجزائري وحده، عندما يسأل في المواعيد الانتخابية، والشاهد الذي يؤكد أن حزب جبهة التحرير الوطني يتوفر اليوم على شرعية شعبية مؤكدة هي النتائج المسجلة في مرحلة التعددية (62 نائبا و232 بلدية بالأغلبية سنة 1997 وذلك رغم ما شابها من....؟ وأكثر من 200 مقعد في الغرفتين في استحقاقات 2002، وأكثر من 200 مقعد بالغرفتين في انتخابات 2007، ولنا أن نتساءل في هذا السياق،هل للديمقراطية عدة أوجه. إن كل مجاهد غيور على ثورة نوفمبر المظفرة يدرك جيدا أن الدعوات المشبوهة التي تنادي بما يسمى إزالة شعار جبهة التحرير الوطني، إنما هي في خلفياتها ليست سوى دعوة لمحو ذاكرة الجزائريين من كل ما يرمز لمجدهم وعزتهم، وذلك ما لا يرضاه الأخ الكريم والصديق العزيز.أتمنى أن يكون ما قرأته مجرد تأويلات إعلامية.