ها هو الحزب العتيد يحقق نجاحا باهراً ونصراً تاريخيا جديداً مكذبا توقعات الواهمين. وها هو رئيس الجمهورية، رئيس الحزب يوجه للمؤتمر التاسع رسالة كان لها الأثر الكبير والطيب في نفوس كافة المناضلين مؤكدة قناعاتهم بأن حزب جبهة التحرير الوطني ما زال وفيا للعهد وسيواصل العمل على ترسيخ قيم الحوار النزيه والفعال و التفتح على الأجيال الصاعدة حتى يبقى إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية، كما طالبه رئيس الجمهورية. وكان التفاؤل الذي طالب به المجاهد عبدالعزيز بوتفليقة المناضلين حقيقة ملموسة، فموعد عيد النصر عاد بالخير على الحزب في مؤتمره التاسع. وعندما أوضح رئيس الجمهورية في رسالته الكريمة أهمية ((تفعيل المشهد الديمقراطي عبر الشراكة السياسية والتنافس الشريف في الاستحقاقات الوطنية على كافة المستويات في ظل الالتزام بروح الدستور وقوانين الجمهورية والأعراف الدولية بكل وعي ومسؤولية))، كان يشير بشكل واضح إلى ضرورة العمل على تجاوز ما سجلته الساحة السياسية من سلوكيات بعيدة كل البعد عن الأخلاق ومنها تلك التي لجأت إليها بعض الأوساط بهدف التشويش وزرع الشائعات والأكاذيب وشراء الذمم. فالكل يتذكر تلك الحملة الشرسة غير المستغربة والتي قادتها هذه الأوساط، من داخل الوطن ومن وراء البحار أيضا، قبل مؤتمر جبهة التحرير الوطني التاسع والذي لم يكن يدري أعداؤه أنه زرع بذور نجاحه من البداية ليخرج بقيادات في مستوى التطورات والرهانات، مما سيعطي للعمل السياسي والتنظيمي أطرا وأدوات تنهي الاختلالات والوضعيات التي عرفتها المرحلة السابقة. وبالرغم من تنوع محاولات التشويش وتعدد مصادرها ومنابعها ومن مؤامرات أعداء الحزب المعروفة هويتهم وهواياتهم في بث وزرع الإشاعات للنيل من استقرار البلاد ومن قوة جبهة التحرير الوطني التي تستمد مرجعيتها من مبادئ نوفمبر، فقد عكفت قيادة الحزب منذ مدة وبكل هدوء وبإيمان قوي وحكمة وصبر أمينها العام على تجاوز كافة العقبات ودراسة وإثراء النصوص التي عرضت على المؤتمر الذي شكل الرهان الحقيقي للحزب باعتبار أنه أعطى دفعا جديدا وقويا لمواجهة التحديات المستقبلية. وقد أكدت نتائج المؤتمر مرة أخرى أن حزب جبهة التحرير الوطني هو العمود الفقري للحياة السياسية في الجزائر ، كما أثبت أنه يمتلك تاريخا عريقا وله من الاقتراحات في جميع القطاعات ما مكن من إثراء الحياة السياسية وحل عدد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وما انخراط جموع هائلة من المناضلين وخاصة منهم الشباب بكافة مناطق البلاد في عملية التحضير للمؤتمر وحضورهم للمؤتمرات الجهوية الناجحة واندفاعهم إلى خلق جو من الحماس، سوى تعبير صادق عن أهليتهم للمساهمة الفعالة بدورهم في إنجاح المؤتمر. وتأكد المغرضون أنهم أخطئوا عندما حاولوا عندما فسروا حيوية الجبهة ورغبة الآلاف من المناضلين المشاركة في المؤتمر بأنها "صراع وأزمة". وقد سبق لهؤلاء أن حاولوا في مناسبات عديدة إثارة الفتن وضرب وحدة الصف، فتحطمت مخططاتهم على صخرة اليقظة التي تحلى بها المناضلون الغيورون على تعزيز التفكير والتعبير الديمقراطي السليم، مما أعطى للنقاش داخل المؤتمر قوة سمحت بتسجيل العمل السياسي في مداه الأبعد. ولم تفلح محاولاتهم اليائسة بشراء الذمم أو بصنع تحالفات ظرفية والخروج بها عما كان مرسوما للعمل السياسي المشترك، بهدف حرمان حزب جبهة التحرير الوطني من مواقع كانت عائدة بحكم الواقع والمنطق السياسيين له في المجالس المنتخبة. ومع وجود عدد من حالات عدم الانضباط بداخل الحزب، بقيت الجبهة التشكيلة السياسية الأولى في الجزائر، وهذا دليل آخر على أن جبهة التحرير الوطني ما زالت تشكل أهم القوى الفاعلة في الساحة الوطنية. وحتى مع استمرار افتعال القلاقل والاضطرابات وعلى تلفيق الأكاذيب ونشر الشائعات ومحاولات إبعاد أبرز الشخصيات المخلصة والوفية عن رئيس الجمهورية، رئيس الحزب، جدد الحزب وقوفه إلى جانب صانع السلم والتسامح والتآخي والتنمية الشاملة وهو من أعطى الأولوية للتماسك الوطني والوئام المدني والمصالحة الوطنية ولتحرير الطاقات والحركية الاقتصادية والتشغيل والاستثمار، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إرساء السلم وتعزيز الديمقراطية. إن إصرار هذه الأوساط على ضرب مقومات القيادة الحكيمة التي أوصلت الجزائر إلى مكانتها المتفردة بين الأمم المتحضرة سواء على صعيد القرار السياسي المتوازن والرشيد أو الأداء الاقتصادي والاجتماعي المتكامل وجعلت كلمتها وتوجهاتها محط الأنظار والتقدير في محيطها العربي والدولي اعترافا بقدرتها على التأثير الفاعل والإسهام الإيجابي في مجريات الأحداث، ما هي سوى مرض ينخر المصابين به وعلة يتعين على المخلصين في هذا الوطن استئصالها باليقظة والعمل الجاد. فمن منا لا يعلم أن الفضل يعود لرئيس الجمهورية في زيادة رفاهية المواطن وانتشار عبير أزاهير الخير، منها السلم والأمن والأمان وزيادة الأجور وتحويل الجزائر إلى ورشة لتامين السكن للمحتاجين وبناء المرافق التعليمية والتكوينية والطرقات والسدود والجامعات وخلق مناصب شغل والاعتناء بالشباب والفئات المعوزة. فرئيس الجمهورية هو الرجل المخلص الذي يؤكد دائما بان المواطن هو الأصل ورفاهيته هي هدفه، يحارب التفرقة بين الناس، والناس عنده متساوون في الحقوق والواجبات، يضرب بالسيف هامات الظلم وكل من يتلاعب بالمال العام. ولا غرابة أيضا أن حاول بعض المشوشين في الآونة التي سبقت انعقاد المؤتمر التاسع التطاول على الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الذي نجح في توحيد صفوف المناضلين الذين زكوه في مؤتمراتهم الجهوية لأنه يتمتع باحترام الجميع وهو رجل معروف لدى عامة الناس ولدى كافة المناضلين بمخافة الله وحبه للشفافية والديمقراطية والوضوح والتواضع والعمل الجاد لخدمة الوطن والمواطن، وبإيمانه بالنضال المخلص للوطن وبأهمية إعطاء الأولوية لكل عمل يهدف إلى تمكين الجزائر من أن تتعافى نهائيا من أزمتها وإلى استمرار الجهود في سبيل نشر وتعزيز ثقافة التسامح والتآخي حتى يعكف المخلصون على إعادة البناء على أسس جديدة وإزالة مخلفات تلك الأزمة. فجزا الله خيرا الرئيس على حسن الاختيار. تلك هي الأخلاق التي يؤمن بها حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعمل على إحلال عهد جديد يستتب الأمر فيه لسلطان القانون وسيادته فوق الجميع وتقوى فيه منظومة الحقوق والحريات ويتطور عمل المؤسسات وتعزز الرقابة بمختلف أشكالها، مما سيعيد الثقة للمواطن في دولته وفي مسؤوليه. ومن أخلاق الحزب العتيد أيضا وضع كل واحد في خانته الحقيقية والقول لمن أصاب أصبت ولمن أخطأ أخطأت، ولا يبالي بالذين ينزعجون كلما تتقدم جبهة التحرير الوطني بمقترحات لتحسين الظروف المعيشية للمواطن أو لتعميق الاختيار الديمقراطي وإعطاء السيادة الشعبية المكانة اللازمة في إحداث التعديلات التي تتجاوب مع روح المرحلة الجديدة وتعزز عملية الإصلاحات التي يتضمنها برنامج التجدد الوطني لرئيس الجمهورية رئيس الحزب. ومن أخلاق الحزب أيضا ترك المتاجرين في السوق السوداء الموازية تائهين في تحاليل هامشية ومناورات يائسة وفي خطابات استهلاكية تنعدم فيها قيم الحوار والصدق والإخلاص وحب الوطن والمواطن، وترك المنتقدين لمجر الانتقاد يتفننون في تقديم النظريات الاقتصادية والسياسية الجوفاء. أما حزب جبهة التحرير الوطني الذي نحج في تقديم تصورات ومقترحات عديدة، فيكفيه شرفا أن تكرم رئيس الجمهورية باعتماد أهمها مثل إقرار الزيادة في الأجور والتعديل الجزئي للدستور من دون استبعاد تعديل شامل يعد في نظر الحزب ضروريا من أجل تعميق الممارسة الديمقراطية وتوضيح العلاقات بين الهيئات ومختلف السلطات، والسماح بتوطيد وظيفة المراقبة المؤسساتية والسهر أكثر على الحريات الفردية والجماعية. وإذا كانت الأحقاد مستمرة بمحاولة البعض التشكيك في قدرة الحزب على إعطاء المرأة مكانتها والدور الذي يليق بها، وهي التي قدمت إسهامات جليلة ومعتبرة جديرة بالإكبار في مرحلة الكفاح المسلح إلى جانب أخيها الرجل وفي الحياة الوطنية، عمل حزب جبهة التحرير الوطني على تمكين المرأة من فرص وإمكانيات التفتح الشخصي و التمتع بالمواطنة حسا ومعنى، وقد فتح المجال أمام العديد من المناضلات للترشح للاستحقاقات السياسية المختلفة مع إقحامها في الهياكل الجديدة التي انبثقت عن المؤتمر التاسع، إيمانا من الحزب بضرورة القضاء نهائيا على كل أنواع التمييز والإقصاء. ولم تمنع حفنة من المقالات أو التصريحات الحاقدة حزب جبهة التحرير الوطني من جعل الدفاع عن الثورة المجيدة والخالدة وعن رموزها إحدى أولوياتها، لأنه ما كان لنا أن نعيش اليوم في كنف الحرية والاستقلال "لولا تلك البطولات التي تحدى بها الوطنيون الأحرار مظالم الاحتلال، ولولا تضحيات صانعي ملحمة الجزائر، من الشهداء الأبرار ورفاقهم المجاهدين المخلصين، فداء لعزة وكرامة أرضهم وأبناء جلدتهم". فقد ورث مناضلو حزب جبهة التحرير الوطني منهم "معنى التضحية، وتعلموا من مقاومتهم الطويلة مغزى الجهاد، و أدركوا بروح إيمانهم العميق قداسة الحرية التي لا تؤخذ بالسهل اليسير، ولكن تنتزع بالقوة وتشترى بالأرواح الطاهرة والدماء الزكية، فوضعوا التضحية والشهادة درعا للمقاومة، وارخصوا النفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر" كما قال رئيس الجمهورية في إحدى خطاباته يوم الجمعة 18 فبراير 2005 بمناسبة اليوم الوطني للشهيد. وإذا كان علينا من الواجب الترحم بخشوع و إجلال على أرواح جميع شهدائنا الأبرار، ولاسيما منهم شهداء الرعيل الأول من جنود جيش التحرير الوطني، فلا بد من نتوجه أيضا إلى كافة أبناء الجزائر في صفوف الجيش الوطني الشعبي وكافة أسلاك الأمن بالعرفان والتقدير والاحترام، ونؤدي شهادتنا على كل ما يبذلونه يوميا في سبيل صون سلامة البلاد وعزتها على غرار أسلافهم الأماجد، أبطال جيش التحرير الوطني الأشاوس. فهم فعلا كما قال رئيس الجمهورية "ورثة أولئك الأبطال الذين أودعوا بين أيديكم رسالة مقدسة، رسالة الدفاع عن الوطن و حمايته من كل مكروه و من كل تهديد من حيث أتى من الداخل كان أم من الخارج". ولا بد من تذكير أولائك الذين أعمتهم أطماعهم فأصبحوا لا يرون سوى "الحاويات" و"المضاربة" ويتلذذون بخنق المواطن البسيط والعبث بالمال العام، أن الحزب أعتمد نصوصا وقرارات هامة وأكد على مشروع مجتمع، فضلا عن اختياره لقيادة حكيمة لتسيير الحزب في المرحلة القادمة التي ستشهد تنفيذ برنامج التنمية الاقتصادي الضخم الذي أقره رئيس الجمهورية للفترة التي تمتد من 2010 إلى 2014 والذي خصصت له الدولة قرابة 180 مليار دولار أمريكي. وكان المؤتمر التاسع قد تطرق لقضايا سياسية عربية وافريقية وإسلامية ودولية هامة وجدد بشأنها مواقف الحزب المبدئية، بحضور ممثلين عن تشكيلات سياسية عديدة من دول شقيقة وصديقة. في الأخير، لا بد من القول أن السلوكيات المريضة لم تؤثر في مسيرة قطار جبهة التحرير مهما بلغت صولة أولائك الحاقدين على هذا الحزب القوي برجاله ومناضليه ومحبيه، ولم تستطع زحزحته ولم تنل من استقرار المؤسسات الساهرة على خدمة البلاد والعباد. وأنا كمناضل متأكد من أن المؤتمر التاسع حقق نجاحا تاريخيا وخرج بقيادة حكيمة. ولذلك يجب أن يدرك كل من يتوهم بأنه أكبر من جبهة التحرير بأن الجبهة ستظل أكبر منه وفي غنى عنه، مهما اشتدت طعناته المسمومة. لهذا كله نحج المؤتمر التاسع واستمرت أشغاله في جو من التنظيم الرائع والجدية والحماس والحوية، الأمر الذي سمح بتحقيق النصر الكامل وبإفشال مخططات من لا يريد خيرا للجبهة ويصنع "جبهة ضد جبهة". فهؤلاء سيبقون أقزاما حتى وإن وقفوا طول الدهر على قمة جبل، وهم الذين تعودوا أن يعانقوا الحزب نهارا أمام الكاميرات ليطعنوه في الخفاء بخنجر الارتباطات غير الطبيعية بهدف النيل من مركزه الريادي ومن قوته. فيوم 21 مارس 2010، هو موعد بداية ربيع جديد ونصر جديد ومرحلة جديدة سيلقي الحزب خلالها بنوره على أرض الجزائر لأنه الحاضن الحقيقي للشعب والضامن لتجسيد طموحاته. فهنيئا للأخ الأمين العام فوزه الثمين بثقة المناضلين وتحية أخوية صادقة مني وتحية عرفان واحترام وتقدير إلى كافة مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني وإليهم وصيتي "جبهة التحرير أعطيناك عهدا". (*) – مناضل حزب جبهة التحرير الوطني – سيدي بلعباس قال الأمين العام لحزب حبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، إنه راض كل الرضا عن أداء حزبه في الساحة السياسية، معتبرا "العفوية التي ظهر بها المناضلون بالمؤتمر التاسع بتزكيته أمينا عاما للحزب على غير ما جرت عليه العادة من انتخابه من طرف اللجنة المركزية يشرفه". دعا الأمين العام للأفلان إلى ضرورة تمكين الشباب والمرأة من تتبوأ المكانة اللائقة بها كمؤهلات، معربا عن اعتقاده بأن لا تكون للشباب والنساء نفس النسب في المراكز القيادية. ونفى بلخادم أن يكون حزب الأفلان قد شهد تراجعا في وعائه الانتخابي خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن الحزب لا يزال في الطليعة وهو متواجد بأزيد من 685 بلدية و33 ولاية عبر الوطن. وقال الرجل الأول في الحزب إن التعددية تقتضي أن يتقاسم الحزب مع غيره الأوعية الانتخابية، شريطة أن يتم الاحتكام إلى الشعب بتقديم بدائل، مؤكدا أن الحزب راض تمام الرضا عن النتائج التي حققها وهو يطمح إلى أكثر من ذلك، حيث أنه يعمل على استقطاب المزيد من الكفاءات من أجل البقاء كقوة سياسية أولى في البلاد. وحول إبداء البعض عدم رضاهم عن تشكيل اللجان التي تم الإعلان عن تنصيبها، أمس، قال بلخادم إن هؤلاء يريدون أن يضعوا لأنفسهم اعتبارا بوجودهم في اللجان، موضحا أن هناك 5 آلاف مندوب وعدد الأعضاء في اللجان محدود، وأنه إذا تم وضع 100 عضو في كل لجنة مع وجود 7 لجان فسيكون مجموعهم 700 من أصل 5 آلاف ويبقى دائما 4300 منهم خارج اللجان. وفي تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية، أوضح بلخادم أنه من الناحية الإجرائية المقترح في مشروع القانون الأساسي هو أن تنتخب اللجنة المركزية الأمين العام، و"المناضلون الذين بادروا بطرح موضوع التزكية بعد أن صادق المؤتمر عليها وقوفا طلبوا من أعضاء اللجنة التي تدرس القانون الأساسي بتكييف هذا القانون مع ما وقع في المؤتمر"، مؤكدا أنه لا يمانع من أن تبقى الإجراءات كما كانت عليه أي أن يبقي القانون الأساسي على أن تنتخب اللجنة المركزية الأمين العام. ونفى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن يكون حزبه حزب شعارات، مستدلا في ذلك بوجود 542 شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة في حزب جبهة التحرير الوطني. كما أن به 542 امرأة من القواعد، إضافة إلى الشباب والنساء الذين جاءوا في الإطار العادي كما قال من 1594 مندوب من القسمات، كل ذلك أضاف بلخادم هو واقع وليس شعارات. كشف رئيس لجنة المالية بالمجلس الشعبي الوطني والقيادي بحزب جبهة التحرير الوطني، محمد كناي، ل "الأمة العربية" بأن انتخابات اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني نظمت بكل شفافية وديمقراطية، وبأنها "أذابت كل الحسابات". وأضاف بخصوص انتخابات المندوبين قبيل المؤتمر جرت في ظروف عادية، مؤكدا بأن الانتخابات التي جرت تعتبر مثالاً وجب الإحتذاء به من طرف الأحزاب الأخرى. وفند في الوقت ذاته محدث "الأمة العربية" محمد كناي كل الإشاعات التي روجت حول سوء تسيير الإنتخابات الخاصة باللجنة المركزية. وأضاف بأن انتخاب المندوبين عن كل الولايات تم إختيارهم بكل شفافية وديمقراطية، مشيراً بأن عمل اللجان المنظمة للإنتخابات الكاملة وتقارير الفائزين بالإنتخابات على مستوى القيادة بدراسة ملفات هؤلاء المرشحين المنتخبين للشروط القانونية، وهذا عملاً بما ورد في القوانين الداخلية للحزب. وأكد ذات المتحدث بأن المؤتمر التاسع قد طوى نهائيا قضية الإنقسام، والصراع الذي حدث بين بعض الشخصيات كما كشف "كناي" باعتباره أحد مقرري التعديلات الجديدة على القانون الأساسي أن الجبهة قد أقرت العودة إلى التسميات القديمة للحزب في العديد من هياكله، بعدما أصبح مطلب أغلب المناضلين. وانتهى القيادي بالحزب العتيد الى أن الجبهة بفضل المؤتمر التاسع أعادت صياغة العديد من القوانين الأساسية على غرار التخفيف من نسبة الأقدمية داخل الحزب إلى عشر سنوات بدل خمس عشر سنة، وهذا بقصد تمكين فئة الشباب كما دعا إليه الأمين العام للحزب. أكد عبد العزيز بلخادم أنه إذا اعتمد مشروع القانون الأساسي كما اقترحته اللجنة الفرعية. وكما جاء في مقترحات القواعد، فإن أعضاء المكتب السياسي لا ينتخبون، وإنما يقترحهم الأمين العام على أعضاء اللجنة المركزية من بين أعضاء اللجنة المركزية، وأوضح الأمين العام بأن ذلك "يتم عندما تجتمع اللجنة المركزية وذلك بعد المؤتمر مباشرة وقبل اختتام المؤتمر لتطبيق القانون الأساسي وليتم تقديم لكل المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية، ثم تكون بعدها دورة عادية للجنة المركزية التي يقترح فيها المكتب السياسي ونقاط أخرى في جدول أعمال الدورة العادية للجنة المركزية في السداسي الأول من هذه السنة". أعرب الناطق السابق سعيد بوحجة لحزب جبهة التحرير الوطني، في دردشة ودية مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، عن نفيه القاطع للإشاعات المتداولة داخل كواليس المؤتمر القائلة عن وجود مناوشات وصدمات بين بعض المندوبين لبعض المحافظات، على غرار محافظة الوادي التي شهدت صراعا حادا لرافضي تزكية الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني عمار سعيداني والداعمين له، ومحافظة تلمسان التي وردت إلى مسامع رجال الإعلام وجود إصابات بين بعض المؤتمرين وصلت إلى حد دخول المستشفى، ليعد القيادي السابق هذه النقاشات الحادة ما هي إلا حالات صحية تنم على حركية قواعد الحزب خاصة في هذا الحدث، نافيا وجود إصابات أو جرحى. ليعرج السعيد بوحجة إلى إعادة إنتخاب الأمين لعام للحزب السيد عبد العزيز بلخادم لعهدة ثانية جديدة، قائلا إنها تزكية سياسية. وحول الرسالة التي يعدها الأمين العام السابق للأفلان الرجل التاريخي عبد الحميد مهري إلى بلخادم الأمين العام للحزب، أكد أنه لم يطلع عليها بعد، إلا أنه إعتبرها إثراء للنقاش داخل المؤتمر، منوها بالماضي ونضالات وتاريخ المجاهد عبد الحميد مهري، رافضاً الدخول في مناقشة حيثيات هذه الرسالة.