تشكل الأزمة الليبية وما ترتب عنها من تدفق للسلاح وانتشاره بصفة عشوائية، أحد أهم المحاور المدرجة في جدول أعمال الاجتماع الخامس لنقاط اتصال المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب المزمع انعقاده بالجزائر، غدا الأحد، حسب بيان للمركز. يكتسي الاجتماع الخامس لنقاط اتصال المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب الذي تحتضنه الجزائر، ابتداءا من يوم الأحد، أهمية بالغة بالنظر إلى السياقات المحلية والإقليمية التي تعيشها القارة الإفريقية عموما ومنطقة الساحل الإفريقي خصوصا، حيث يأتي هذا الاجتماع عقب تعرض ناشطين اسبان إلى عملية اختطاف على يد القاعدة من مخيمات اللاجئين الصحراويين بيتدوف وأيضا في ظل الانتشار الواسع للأسلحة وتدفقها بشكل عشوائي اثر الأزمة الليبية، مما يشكل تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار في المنطقة. وفي هذا السياق، أوضح بيان صادر عن المركز نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن هذا الاجتماع سيعرف مشاركة جميع نقاط الاتصال الوطنية والجهوية للمركز، إذ سيتم تشريح وضعية التقدم في تطبيق مخطط النشاطات الإستراتيجية التي اقرها المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب للفترة الممتدة بين 2010 و2013، فضلا عن تقرير رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حول وضعية التعاون في مكافحة الإرهاب في إفريقيا. كما سيدرس المشاركون من جانب آخر النشاطات المستقبلية للمركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب بخصوص ما يجب القيام به لدعم الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب، علاوة عن الأحداث الأخيرة ونتائجها على الأمن في إفريقيا. في إشارة إلى الأوضاع التي تشهدها ليبيا وإعلان العديد من الدول الغربية عن اتفاقها مع الجزائر فيما يتعلق باحتمال وقوع قطع من الأسلحة في بد الجماعات الإرهابية بما فيها تلك الأسلحة المحظورة والتي كان نظام العقيد معمر ألقذافي يمتلكها، فقد عبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا عن مخاوفهما من انتشار السلاح الليبي ووقوعه بين أيدي الجماعات الإرهابية الناشطة تحت لواء القاعدة خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي أصبحت احد معاقل التنظيم الإرهابي، ونفس المخاوف عبر عنها الرئيس المالي أمادو توماني توري خلال زيارته إلى الجزائر بحر الأسبوع الماضي، مما يعني أن السلاح الليبي أضحت احد أهم انشغالات دول المنطقة عموما والجزائر خصوصا. ومعلوم أن الجزائر قد سارعت منذ الوهلة الأولى لانفجار الأزمة المسلحة في ليبيا إلى إقرار إجراءات استثنائية على كامل الشريط الحدودي لمراقبة نشاط الجماعات الإرهابية التي قد تستغل الوضع المتردي في ليبيا للتسلل إلى دول المنطقة وتنفيذ عمليات إجرامية، سيما وان العديد من تقارير الخبراء تتحدث عن حصول تنظيم القاعدة في الساحل على شحنات من الأسلحة الثقيلة من ليبيا مما قد يعطي نفسا جديدا للتنظيمات الإرهابية. كما يتوقع أن تلقي عملية اختطاف الناشطين الصحراويين بمخيم اللاجئين الصحراويين بتندوف بظلالها على اجتماع نقاط اتصال المركز الإفريقي للدراسات والبحث في الإرهاب، وذلك على خلفية بروز انتقال الجماعات الإرهابية إلى مناطق جديدة من العمل الإجرامي مستغلة الوضع المتردي في ليبيا. جدير بالذكر أن الأوضاع الأمنية في المنطقة دفعت الجزائر إلى التحرك في كل الاتجاهات، إفريقيا وأوروبيا من اجل بحث السبل الملائمة لمحاصرة نشاط الجماعات الإرهابية وتهديداتها على ضوء التحولات التي تشهدها المنطقة، وفي هذا الإطار شهدت العاصمة الجزائرية الثلاثاء الماضي الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الجزائرية البريطانية توج بالتوقيع على محضر مثله عن الجانب الجزائري ، كمال رزاق بارة، مستشار لدى رئيس الجمهورية ومنسق المجموعة الوزارية المشتركة المكلفة بالعمل الخارجي في مجال مكافحة الإرهاب والجنرال، روبين سيربي، مستشار الوزير الأول البريطاني لمكافحة الإرهاب بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وصرح على إثرها رزاق بارة، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن هذا الاجتماع الذي يأتي غداة الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية البريطاني ويليام هيغ إلى الجزائر يترجم الأهمية التي يوليها البلدان لتعميق الحوار في جميع المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب، مضيفا أن حجم التهديدات والتحولات التي يعرفها الوضع على الصعيد الإقليمي يستدعي مشاورات منتظمة وأعمال تشاورية. ويتوقع أن يتوصل لقاء نقاط الاتصال إلى إقرار جملة من الإجراءات لمجابهة التحديات الجديدة ومنها على الخصوص كيفية التعامل مع تدفق السلاح من ليبيا ونامين الحدود.