تنطلق غدا بالجزائر أشغال الاجتماع الخامس لنقاط اتصال المركز الإفريقي للدراسات والبحث، وعلاوة على الوقوف على مدى تطبيق مخطط النشاطات الإستراتيجية التي أقرتها الهيئة بعينها في الفترة الممتدة بين 2010 و2013 وكذا عرض تقرير رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حول وضعية التعاون في مكافحة الإرهاب في إفريقيا، سيتناول اللقاء التهديدات الإرهابية والسبل الكفيلة بمواجهتها. يتميز اجتماع المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب الذي تحتضنه الجزائر على مدى يومين، في ظل الوضع في ليبيا وانعكاساته وسط التخوفات من انتشار الأسلحة وتداولها من قبل الإرهابيين الذين ينشطون والخطورة التي تشكلها على دول منطقة الساحل، ومن هذا المنطلق يعتزم المركز بحث كيفية دعم الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب في إفريقيا. ويأتي اللقاء الذي يضم نقاط الاتصال الوطنية والجهوية غداة الزيارة التي قادت الرئيس المالي إلى الجزائر والتي أفردت حيزا هاما لمكافحة الإرهاب وكانت مناسبة لتجديد تأكيد عزم الدول الإفريقية لاسيما منها دول الساحل على مواجهة الظاهرة بنفسها دون أي تدخل أجنبي لأن الأمر مرتبط بها بطريقة مباشرة. وكانت دول الساحل قد أكدت في عدة مناسبات على أنها تستطيع مواجهة الظاهرة بفضل تضافر الجهود بينها بعد الالتفاف الذي جاء كنتيجة حتمية لحماية المنطقة الذي يكرسه التعاون الثنائي والجهوي الذي تعزز خلال الأشهر الأخيرة والذي لعبت فيه الجزائر دورا كبيرا وهو أمر منطقي بالنظر إلى الخبرة الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب التي جعلت منها مرجعا للدول الكبرى وفي مقدمتها أمريكا. ويعول على الإستراتيجية التي تبادر بها دول الساحل لمواجهة الإرهاب في المنطقة، الذي كان يجد في أموال الفدية التي كان يتلقاها مقابل إطلاق سراح سياح أجانب مصدر تمويل مضمون له الأمر الذي جعل الجزائر من منطلق خبرتها وفي محاولة منها لردع الإرهابيين اقترحت تجريم دفع الفدية، ورغم أن الجزائر ربحت معركة «تجريم الفدية» إلا أن انتشار الأسلحة الليبية الذي يعد فرصة سانحة للإرهابيين الذين لن يفوتوا فرصة مماثلة. وعلى هذا الأساس، فان المشاركين في أشغال اجتماع المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب سيعكفون في إطار النشاطات المستقبلية على بحث ما يجب القيام به لدعم الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب التي تحددت بصفة أكبر ملامحها مؤخرا بفضل تنسيق مجهودات مختلف الدول المعنية بالظاهرة ترجمها على سبيل المثال ميلاد القيادة العسكرية المشتركة لمقاومة الإرهاب والجريمة المنظمة لدول الساحل في أكتوبر 2010. جدير بالذكر، بأن دول منطقة الساحل باتت تواجه تهديدات كبيرة في ظل المستجدات الذي كرسه الوضع في ليبيا وما نجم عنها من انتشار لأسلحة خطيرة.