دعا فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، الأنظمة العربية إلى أن تعي التحولات التي تعر فها المنطقة، وتدرك أنها معنية به، وألا تغمض العين عنه فليس بأحد منها بمنأى عما حصل عند غيره، بل يفترض في بعضها أن تكون سباقة للإصلاح ومنها الجزائر، حيث طالب في هذا الصدد بضرورة القيام بإصلاحات سياسية عميقة تقضي على أنواع الاحتكار. أكد ربيعي في كلمته التي ألقاها أمس خلال الملتقى الوطني للإطارات الذي نظم تحت عنوان »الربيع العربي بين طموحات الشعوب والأطماع الخارجية« أن ملف الإصلاحات في الجزائر، تتنازعه إرادتان كلاهما صاحبة نفوذ وأنصار، الأولى ترغب فيه وتدفع نحوه، ولكن ليس بالقوة المطلوبة والحماسة الدافعة، بل في أحيان يشعر المتتبع بترددها وعدم حسم خياراتها، وأما الإرادة الثانية الرافضة للإصلاحات فهي تريد بقاء الحال على ما هو عليه تمثلها جهات حزبية،.حيث أوضح أن هناك محاولة لإلهاء الساحة السياسية بملفات لم تكن مشكلة في يوم من الأيام لدى الجزائريين، وهي ليست من أولويات الشعب في المرحلة الراهنة، والمقصود هنا ملف نسبة مشاركة المرأة في القوائم الانتخابية. أما فيما يتعلق بالإصلاحات التي تريدها النهضة حسب ما صرح به ربيعي فهي تلك الإصلاحات التي تقضي على الاحتكار السياسي والاقتصادي وتخرج الجزائر من ريع البترول إلى الاقتصاد المنتج للثروة، بالإضافة إلى قدرتها على إعادة بناء المؤسسات المنتخبة بناء حقيقيا من خلال انتخابات شفافة وذات مصداقية. وفي الملف الليبي دعا ربيعي الدولة الجزائرية لدعم العلاقات بما يساعد الليبيين على تجاوز آثار محنتهم في جميع المجالات، وعدم تركهم لقمة صائغة للأجنبي، وخاصة تلك الدول التي يشهد ماضيها الاستعماري على بشاعتها، وهي اليوم تنأى بنفسها أن تصحح أخطاءها وتعتذر عن جرائمها في حق الشعب الجزائري.