أحكمت منذ أكثر من شهر وإلى غاية أمس قوات الأمن بولاية بومرداس قبضتها لين فكي كماشة صفدت بها نشاط التنظيم الذي يطلق على نفسه »القاعدة« في بلاد المغرب الإسلامي تحت إمارة أميرها الوطني عبد المالك دروكدال، والتي تكللت ب»نتائج إيجابية« جراء العمليات العسكرية النوعية التي شنتها ذات القوات خلال نفس الفترة، توجت بالقضاء على أكثر من 12 إرهابيا وتدمير عدد من الكازمات واسترجاع مؤونة وأموال، والتي هي تابعة للعناصر الناشطة بتراب الولاية تحت لواء كتيبي »الأرقم« و»الأنصار«. وحسب مصادرنا فقد عرفت كتيبة »الأرقم« التي هي تحت إمرة الإرهابي قوري عبد المالك المكنى »خالد أبو سليمان«، بإقليم نشاط الممتد من منطقة زموري سي مصطفى إلى غاية بني عمران وعمال جنوب شرق الولاية، ضربات قوية في نفس الفترة بعد العمليات العسكرية النوعية التي شنتها قوات الأمن المشتركة خاصة بغابة مندورة وشيوشة، والتي أسفرت عن القضاء على 12 عنصرا، ودمرت عدة مخابئ واسترجعت أسلحة ومواد متفجرة، ومؤونتها وأموالها وأدواتها الطبية، مما نتج عنه إضعافا لنشاطها، خاصة بعد إحباط التحضير لعقد لقاء سري بغابة الشويشة قصد إعادة ترتيب أوراق كتيبة »الأرقم«، بعدما فرضت مصالح الأمن الخناق على معاقل الجماعات الإرهابية وتطويق جميع المنافذ إليها، ما جعلها تلجأ إلى تقنية تفجير القنابل عن بعد، وبإحداث تفجيرات استعراضية لأهداف دعائية، والتي أظهرت فشلا ذريعا، ثبت ميدانيا في التفجير الإرهابي الذي وقع ببني عمران لاستهداف دورية لعناصر الدرك على مستوى طريق السكة الحديدية، لتصيب بذلك سيارة مواطنين كانا مارين بالطريق أدت إلى إصابتهما بجروح طفيفة، وكذلك ما يترجم وهنها ميدانيا إصابة مدنيين خلال اعتداءاتها الإرهابية. وشهدت عناصر كتيبة »جند الأنصار« التي تضم 11 سرية إرهابية بالجهة الشرقية لولاية بومرداس، خلال نفس الفترة، تلاشيا في نشاطها بعدما قضت قوات الأمن على مختلف أمرائها وعناصرها. يحدث ذلك بعدما كانت الكتيبة تعتبر القوة الضاربة بمنطقة الوسط نظرا لتموقع معاقلها ومخازنها بمناطق جد إستراتيجية وسط مسالك جبلية وعرة، والتي يمتد نشاطها من منطقة برج منايل، رأس جنات، الناصرية ودلس إلى غاية غابة ميزرانة الحدودية بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو، وذلك بفضل العمليات العسكرية النوعية التي أفقدتها قدراتها القتالية مما أفضى إلى »انكماش« عناصرها. وقد تمكنت قوات الأمن بالولاية في ذات الفترة من تفكيك عدة قنابل، منها قنبلتين كانت قد زرعتهما الجماعات الإرهابية على مستوى الطريق رقم 107 عن بعد حوالي 2 كلم من قرية بوعاصم بالناصرية. كما تم تدمير عدة كازمات، منها بغابة سيدي علي بوناب، مع استرجاع مواد متفجرة، تعود للجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، ناهيك عن تمكن أفراد الجيش من تدمير كازمتين ومن استرجاع مؤونة كانت بإحدى هاتين الأخيرتين بغابة ميزرانة الحدودية بين بومرداس وتيزي وزو، كما تمكنت من إبطال مفعول قنبلة تقليدية الصنع بمنطقة عمال خلال العمليات العسكرية. كما تم توقيف 3 إرهابيين بكل من ميزرانة، وتفكيك عددا من القنابل خلال العمليات العسكرية الناجحة لقوات الأمن، لتعمد نفس الكتيبة الإرهابية إلى ذات التقنية »التفجير عن بعد« وأن تكون اعتداءاتها الإرهابية بنفس الوقع الذي أحدثته قوات الأمن المشتركة في صفوفها بعد ضعفها في القتال الميداني، ولكن ما حدث خلال ذات الفترة إنفجرت قنبلة تقليدية الصنع بمنطقة آيت سليمان التابعة لبلدية الناصرية 37 كلم شرق بومرداس خلفت مقتل مواطنة وإصابة أخرى وطفل بجروح، وهذا ما يفسر إتخاذ أتباع »درودكال« منهج »التترس« الذي يجيز قتل الأبرياء الذين يكونون في محيط أماكن التفجير لحصد أكبر عدد ممكن من الأرواح.