أكد وزير النقل عمار تو أن ميترو الجزائر الذي دشنه، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيساهم في تحسين النقل الحضري بالعاصمة معتبرا أن وسيلة النقل الجديدة هذه ستغير المدينة على أكثر من صعيد، حيث أنها ستمكن من نقل 25000 مسافر في الساعة، ولفت الوزير من جهة أخرى إلى أن اعتماد صيغ الاشتراك الشهري ستساعد على تخفيض أسعار تذاكر الميترو. وأوضح عمار تو في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، لدى إشراف رئيس الجمهورية على افتتاح الميترو، أن هذا الأخير سيسهم في تحسين النقل الحضري على مستوى العاصمة من حيث النوعية والكمية، حيث سيقل الميترو خلال ساعات الازدحام كل ثلاث دقائق وعشرين ثانية وخلال أوقات الفراغ كل خمس دقائق 25000 مسافر في الساعة والاتجاه أي أكثر من 60 مليون مسافر سنويا على مجموع الخط الأول الذي يتشكل من 10 محطات انطلاقا من حي البدر إلى البريد المركزي أي على مسافة 5ر9 كلم مرورا عبر بلديات باش جراح والمقرية وحسين داي وسيدي محمد والجزائر الوسطى. وأضاف الوزير أن الميترو سيمكن إلى جانب التشغيل المقبل للترامواي بالمحطة المتعددة الأنماط بشارع المعدومين من الربط بين وسيلتي النقل الجماعي، وسيفوق عدد المسافرين الذين يستعملون الميترو من برج الكيفان و باب الزوار إلى البريد المركزي دون أدنى شك التوقعات مثلما يؤكده الرقم الحالي بخصوص الخط الرابط بين برج الكيفان وحي الموز والذي يبلغ 20000 مسافر يوميا. أما فيما يتعلق بسعر تذكرة الميترو الذي حدد ب 50 دج والذي يثير قلقا لدى المستعملين المستقبليين حيث يرى هؤلاء أن السعر باهض، فقد أوضح عمار تو أن أنواع الرسوم المعتمدة في هذا الصدد قد شجعت اعتماد الصيغ الأكثر طلبا من طرف المستعملين أي الاشتراك الأسبوعي والاشتراك الشهري وشراء دفتر من 10 تذاكر، وتستفيد هذه الأنواع حسب الوزير من تخفيضات بنسبة 10 بالمئة و30 بالمئة و20 بالمئة ليقدر سعر التذكرة على التوالي ب 45 دج و 40 دج و35 دج حسب هذه الأنواع التي تمثل هي وحدها أكثر من 95 بالمئة من الطلب المتوقع والتي تخص السفر المتكرر أو اليومي لاسيما لأجل العمل و أشغال يومية أخرى أساسا، وأشار الوزير إلى أنه من المرتقب أيضا تحديد سعر 50 دج بالنسبة للسفر الظرفي والثانوي وغير المتكرر الذي يمثل أقل من 5 بالمئة من الطلب الشامل المتوقع، غير أنه سيتم مستقبلا تطبيق أنواع أخرى من الرسوم. ويرى الوزير أن صندوق دعم النقل الجماعي يسهم أيضا في دعم تسعيرات المترو بأكثر من 210 مليار سنتيم سنويا للميترو فقط في إطار الخدمة العمومية، حيث أن السعر الحقيقي للتذكرة هو 84 دج. وعن احتمال أن تأخر أشغال توسيع ميترو الجزائر مثلما حدث مع الشطر الأول الذي انطلقت أشغاله في سنوات الثمانينات، أوح وزير النقل أن المقارنة بين آجال إنجاز الخط الأول و تلك الخاصة بأشغال التوسيع الجارية أو التي هي قيد الدراسة لا تجدي نفعا، حيث أن أشغال إنجاز الخط الأول قد شهدت عدة عوائق ظرفية بسبب الصعوبات المالية الكبيرة أو بسبب الظروف الأمنية التي عاشها البلد خلال العشرية الأخيرة، وقد كانت القروض الممنوحة خلال تلك الفترة جد منخفضة مما حدد بشكل كبير تقدم الأشغال التي أوكلت إلى مؤسسات وطنية فقط. لكن ومنذ سنة 2004 التي شهدت إعادة بعث المشروع بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان تقدم الأشغال جد معتبر سواء من حيث إنجاز الخط الأول أو من جانب التوسيع الجاري، وأضاف تو أنه من المقرر أن تنتهي أشغال توسيع شطر حي البدر إلى الحراش في أفريل 2012 للتمكن من وضع تجهيزات للنظام الكلي ابتداء من شهر ماي 2012 و من المقرر أن تدخل حيز التشغيل أواخر سنة 2013.