اعتبر السفير المصري بالجزائر عز الدين فهمي، زيارة وزير خارجية بلاده محمد كامل عمرو المرتقبة غدا فرصة لتذليل العقبات بين البلدين، وأكد أن موعد التئام اللجنة العليا المشتركة مع الجزائر سيتم بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مصر. أبدى السفير المصري بالجزائر عز الدين فهمي، أمس، في اتصال هاتفي أجرته معه »صوت الأحرار« تفاؤله بزيارة وزير الخارجية المصري إلى الجزائر المرتقبة غدا وأوضح أن الزيارة تأتي في فترة تمر بها المنطقة بتحولات هامة ومؤثرة، مذكرا أن وزيري الخارجية مراد مدلسي ومحمد كامل عمرو سبق وأن التقيا في مناسبات عديدة بمناسبة اجتماعات جامعة العربية والأمم المتحدة. وأوضح السفير المصري أن الزيارة فرصة لرئيسي الدبلوماسية في الجزائر ومصر لدراسة المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومناقشة المشاكل التي تعترض التعاون الثنائي وإزالة العراقيل، مشيرا إلى أن العلاقات الجزائرية المصرية تتطلب حوارا استراتيجيا باعتبار الدولتين تتقاسم الحدود مع ليبيا التي تعيش انفلاتا أمنيا وانتشارا للأسلحة وصلت إلى أيدي ما يسمى »القاعدة في المغرب الإسلامي«. وفي ذات السياق قال عز الدين فهمي أن الاستقرار في ليبيا يهم الجزائر ومصر، مشددا على ضرورة مواجهة تهديد »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« عن طريق التنسيق والتشاور الدائمين، مضيفا أن ذلك يتطلب أيضا التعاون مع الشركاء الأوربيين لكون الدولتين محوريتين في المنطقة. وفيما يخص التنسيق على مستوى الجامعة العربية بين الجزائر ومصر رد السفير المصري أن الدولتين تتقاسمان هما عربيا مشتركا خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بعدما ذكر أن البلدين عضوان مؤسسين للجامعة العربية، مشيرا إلى التعاون والتشاور السياسي. وحول موقف الجزائر من التغيير الذي شهدته مصر في 25 جانفي الفارط، أشاد السفير المصري بتمسك الدولة الجزائرية بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو شانها فيما عرفته مصر عند خلع الرئيس السابق حسني مبارك. وفي المجال الاقتصادي، اعتبر عز الدين فهمي السوق الجزائرية واعدة بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها والبنى التحتية وهو ما جعل مصر، على حد قوله، تدخل عديد من المجالات وفتح عدة مصانع بها، كما أشار إلى الميزان التجاري بين البلدين الذي سجل زيادة قبل تنظيم هذه الزيارة. وقال ممثل الدبلوماسية المصرية في الجزائر أنه »علينا أن ننظر إلى الأمام ونترك الخلف والذين يحاولون تعكير صفو العلاقات الثنائية« في إشارة منه إلى تداعيات الأزمة الكروية التي نشبت بين البلدين في نوفمبر 2009 في إطار التصفيات المؤهلة لكاس العالم التي أقيمت في 2010 بجنوب إفريقيا. وبخصوص اجتماعات اللجنة العليا الجزائرية المصرية التي توقفت لمدة عامين كاملين، أكد السفير المصري بالجزائر أنها ستلتئم في أقرب فرصة وربط ذلك بتشكيل حكومة جديدة في مصر بعد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.