أعلن المجلس الانتقالي الليبي، أول أمس، فرض تأشيرة الدخول إلى الأراضي الليبية على المواطنين الجزائريين، في مقابل تمكين المواطنين الذين يحملون الجنسية التونسية والتركية من السفر إلى ليبيا دون تأشيرات. قرار الحكومة الجديدة في طرابلس فرض تأشيرات دخول على المواطنين الجزائريين، شمل أيضا مواطني بعض البلدان العربية التي كان يسمح لها من قبل دخول الأراضي الليبية دون تأشيرات وهي: المغرب، مصر، سوريا، السودان، تشاد والنيجر، بينما تم إعفاء المواطنين الأتراك والتونسيين من هذه التأشيرات. وقد نقل موقع »وجهة تونس« المختص في الرحلات والسياحة التونسية، أن شركة الخطوط الجوية التونسية قد تلقت مراسلة رسمية من المجلس الانتقالي الليبي يحذرها فيها من نقل ركاب من الجنسيات المذكورة لا يحملون تأشيرات دخول إلى ليبيا. ولا يعتبر هذا القرار مفاجئا، حيث أن عبد الكريم الرعيض، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد غرف التجارة والصناعة الليبية، كان قد أكد قبل شهر أن تونس هي البلد الوحيد في المغرب العربي الذي ستحتفظ له الحكومة الليبية الجديدة بوضع إعفاء مواطنيه من تأشيرة الدخول. وجدير بالذكر أن الجزائريين ظلوا طيلة السنوات الماضية يدخلون ليبيا دون تأشيرة، حيث استقرت عدة عائلات جزائرية في ليبيا، خاصة جنوب البلاد، كما أن عددا كبيرا من الإطارات الجزائرية والمهندسين في المجال النفطي وأساتذة الجامعيين وتجار وحرفيين، أقاموا في ليبيا لسنوات عديدة، قبل أن تجبرهم أحداث الأزمة التي شهدتها ليبيا على العودة. ويأتي قرار الحكومة الليبية الجديدة في وقت تستعد فيه الجزائر وليبيا إلى مد جسور جديدة من العلاقات بعد التوتر الذي سادها بسبب اتهامات المجلس الانتقالي الليبي للجزائر بدعم نظام القذافي، غير أن العلاقات بين البلدين بدأت تتجه نحو الهدوء بعد اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي الليبي، وبعد اللقاءات التي جمعت رئيس الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي بعدد من المسؤولين الليبيين والتي أكد لهم خلالها أن أعضاء المجلس الانتقالي الليبي مرحب بهم في الجزائر وأنه سيتم تنظيم زيارة لهم قريبا. وفي انتظار رد فعل الجزائر الرسمي على قرار المجلس الانتقالي الليبي، فإن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤثر على العلاقات المستقبلية بين البلدين اللذين تنتظرهما تحديات إقليمية كبيرة أهمها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والتي أضحت مشكلا أساسيا بعد حصول ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على أسلحة ليبية.