أظهرت دراسة صدرت عن معهد الدراسات البريطاني )ديموس(، أن الأحزاب اليمينية الشعبوية المتطرفة -وخاصة الفئة الشبابية منها- تواصل اكتساحها مواقع جديدة في عدد من الدول الأوروبية. وبينت الدراسة -التي استهدفت مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي )الفيسبوك( وشارك فيها أكثر من 11 ألف نصير للتوجهات الشعبوية المتطرفة من 12 دولة أوروبية- أن الرجال يشكلون نسبة ثلاثة أرباع المنتمين لهذه الأفكار المتطرفة، وأكثر من ثلثيهم سنهم دون الثلاثين. وأظهرت أن معظم المستجوبين ينتابهم قلق من الهجرة والآثار التي يمكن أن تترتب عليها وعلى الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن هذا القلق كان بارزا بنسبة أكبر لدى الشبان الذين ينضوون تحت رايات الأحزاب. أما الكبار منهم فيرفضون الهجرة كليا. وورد في نتائج الدراسة -التي نشرت في السابع من الشهر الجاري- أن أغلبية المستطلعة آراؤهم يعبرون عن قلقهم من الهجرة والإسلام أكثر من قلقهم من الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على منطقة اليورو، وأنهم يجدون في الإنترنت وسيلة لتجنيد وجمع أنصارهم. ويتوقع معهد ديموس أن يتزايد عدد الداعمين للأحزاب اليمينية الشعوبية بسبب الأزمة الاقتصادية، ولا سيما أن معظم هذه الأحزاب لديها انتقادات كبيرة لمنظومة الاتحاد الأوروبي. ويتوقع جيمي بارتلت معد دراسة ديموس حول الأحزاب اليمينية المتطرفة أن الأزمة الأوروبية الحالية ستكون أزمتين قائلا »في الوقت الذي تغرق فيه العديد من الدول الأوروبية في أزماتها الاقتصادية، يعلن عن بروز أزمة فقدان ثقة، بحيث يشعر الشباب بأن الأحزاب التقليدية الأوروبية قد تخلت عنهم«. وتعزو الدراسة هذا النمو القومي لدى الشباب بشكل قوي إلى تخوفهم وشعورهم بالتهديد من مخاطر الهجرة والأسلحة. وازدادت شعبية هذه الأحزاب في العقد الأخير على نحو خاص في الدول الإسكندنافية وهولندا، إضافة إلى البلدان التي تعتبر موطئ قدم لمثل هذه الأحزاب مثل فرنسا والنمسا وإيطاليا وبلجيكا. وبين منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي توماس كلاو أن الأسلمة أصبحت العنصر الجامع لليمين قائلا »في الوقت الذي كانت فيه معاداة السامية العامل الذي يجمع اليمين المتطرف في مطلع القرن العشرين، فإن الإسلاموفوبيا هي العامل الذي يجمع اليمين المتطرف في القرن الواحد والعشرين«.