أعرب عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني عن رغبة الجزائر في أن تكون شريكا استراتيجيا للصين في البحر الأبيض المتوسط، داعيا إلى تعزيز الشراكة مع الصين خارج قطاع المحروقات لتشمل ميادين أخرى، حيث اقترح رئيس وفد الحزب الشيوعي الصيني تطوير التعاون العملي عن طريق التبادل الحزبي وإيجاد سبل جديدة لتفعيل التعاون. أجرى مسؤول أمانة العلاقات الخارجية والجالية بالأفلان محادثات مع رئيس الوفد الصيني ني تشونيو عضو دائم لجنة الحزب الشيوعي الصيني رئيس دائرة أعمال الجبهة المتحدة للجنة بمقاطعة شانشي بفندق »الهيلتون«، حيث أكد سي عفيف أن الجزائر تعرف تحولات سياسية عميقة، والتي تواكب التطور الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه التطورات هي نتيجة لسياسة الرئيس التي تم من خلالها استرجاع الأمن عن طريق المصالحة الوطنية وإعطاء ديناميكية للتنمية، مذكرا بالمخططات الخماسية التنموية التي قامت بها الجزائر من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين. وأشار سي عفيف إلى إرادة رئيس الجمهورية في تطوير البلد وإقامة تنمية مستدامة، مضيفا بأن الفرص متاحة أمام المؤسسات الصينية الراغبة في الاستثمار بالجزائر، مؤكدا أن التحدي الكبير للاقتصاد الوطني هو وضع تصور جديد لتنويع تمويل المشاريع والاقتصاد دون التركيز على مداخيل المحروقات، داعيا في هذا الصدد إلى تعزيز الشراكة مع الصين في قطاعات خارج المحروقات من خلال الشراكة والاستثمار المباشر، كما أكد على أن الصين لديها تجربة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبإمكان الجزائر الاستفادة من تجربتها في هذا القطاع، معربا عن أمله في أن تكون الجزائر شريك استراتيجي للصين في البحر الأبيض المتوسط. وفيما يتعلق بالإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية، أوضح سي عفيف بأنها جاءت لتكريس الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية، مشددا على أن الجزائر لن تعود إلى فترة التسعينات التي كانت نتائجها وخيمة على الشعب والدولة، مؤكدا أن ذلك يفرق بين وضعية الجزائر بالدول التي تعيش حاليا اضطرابات، كما أشار إلى أن أحداث جانفي الماضي كانت لها أبعاد اقتصادية واجتماعية بحتة، ولم تكن هناك مطالب سياسية، حيث اعتبر أن الإصلاحات السياسية هو تنقل ديمقراطي سلمي وتقوية المكتسبات التي تحصلت عليها الجزائر في إطار تكريس الممارسة الديمقراطية. ومن جهته، اقترح رئيس الوفد الصيني المحافظة وتوسيع تبادل الإطارات بين الحزبين من كافة المستويات من أجل تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، مشيرا إلى أن هذا النوع من التبادل يهم الحزب الصيني خاصة تبادل الخبرات في مجال إدارة شؤون الدولة والحزب والتكامل في البناء الحزبي، مؤكدا أنه بالإمكان العمل على إيجاد سبل التواصل بين الحزبين. وفي ذات السياق، أوضح المسؤول الصيني أهمية تطوير التعاون الميداني والتفكير في إيجاد سبل جديدة للقيام بهذا العمل، داعيا إلى المشاركة الأفلان في الدورة الثالثة لمنتدى التعاون للمشاريع الاقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتنظيم ندوات بين شباب ونساء الحزبين، موجها دعوته للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم إلى القيام بزيارة إلى الصين.