تمكن وفد حزب جبهة التحرير الوطني الذي شارك في دورة تكوينية بالصين من تطبيق مذكرة التعاون التي وقعها عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة العلاقات الخارجية بالأفلان عبد الحميد سي عفيف في جويلية الماضي مع مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني، حيث تم توجيه دعوة للأمين العام عبد العزيز بلخادم من طرف الأمين العام للحزب الصيني الحاكم، إضافة إلى اقتراح توأمة ثلاث مدن صينية مع ولايات جزائرية وكذا تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار في العديد من الميادين بالجزائر. زيارة إطارات حزب جبهة التحرير الوطني التكوينية إلى الصين تندرج في إطار تنفيذ مذكرة التعاون الموقعة بين الأفلان والحزب الشيوعي الصيني شهر جويلية الماضي من طرف عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف، حيث تلقى الوفد تكوينا شاملا حول مسارات، تجارب ودروس الإصلاحات والانفتاح الخارجي على الصين والذي أشرف عليه إطارات من الحزب الشيوعي الصيني. واطلع وفد الأفلان على المخطط الخماسي الصيني الذي يهدف إلى تطوير العنصر البشري الصيني والتكفل بمختلف الانشغالات وتسطير هدف أساسي وهو بلوغ الصين المرتبة الأولى عالميا من حيث الاقتصاد والتنمية سنة 2020، بالإضافة إلى دور الحزب الشيوعي الصيني في مختلف مراحل الإصلاحات والعوامل الرئيسية التي مكنت الصين من الانفتاح على العالم الخارجي. وبعاصمة الصين بكين، وجّه الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني خو جينغ تاو على لسان المدير العام لمكتب آسيا وشمال إفريقيا بالحزب دعوة رسمية إلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم لزيارة الصين والحزب، حيث أكد المسؤول الصيني على اهتمام حزبه برفع مستوى التعاون الثنائي وأن زيارة بلخادم إلى الصين ستعطي دفعا قويا للعلاقات بين الحزب الشيوعي والأفلان، خاصة وأن مذكرة التعاون بين الحزبين تتضمن تبادل الإطارات من الفئات الشابة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات. وركز وفد الأفلان على ضرورة الانتقال من مرحلة تبادل الوفود إلى تبادل التجارب ميدانيا وإقامة مشاريع اقتصادية والاستثمار بالجزائر، إضافة إلى تمكين الجزائر من الاستفادة من التكنولوجية الصينية خاصة وأن الأفلان الذي هو حزب الأغلبية يسعى دائما إلى تفعيل التعاون الثنائي مع الصين بحكم الروابط التاريخية التي تجمعهما، كما قدم إطارات الأفلان شروحات حول فحوى الإصلاحات السياسية التي تقوم بها الجزائر في شتى الميادين ومدى تقدمها، حيث استمع إطارات الحزب الصيني إلى عرض قدمه رئيس وفد حزب جبهة التحرير الوطني رياض عنان حول مسار الحزب منذ تأسيسه ومرورا بالمراحل التي مر بها، حيث أشار إلى أن الأفلان قاد كل هذه المراحل وهو يواصل مسيرة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة من خلال تقديم مقترحات في لجنة المشاورات التي جرت شهر ماي الماضي، وهو ما استحسنه الطرف الصيني الذي أكد استعداده لمرافقة الجزائر في مختلف المشاريع وتطوير استثماراتها في الجزائر لتشمل مختلف القطاعات. كما رد رئيس الوفد على تساؤلات المسؤول الصيني بخصوص سلسلة المشاورات التي أجريت ومسار الإصلاحات ومدى تقدمها، وهو ما يعكس حرص الطرف الصيني على كل ما تعيشه الجزائر من أجل تعميق تعاونها، بأن الإصلاحات ليست بالأمر الجديد على الجزائر، وقال بأن الإصلاحات قد تم الشروع فيها منذ 1988، وكانت أول دولة عربية وإفريقية التي بادرت بالانفتاح السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أن الإصلاحات تعثرت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية ما جعلها تسير ببطء، مذكرا بأن الجزائر عرفت عقد ندوة وطنية للوفاق والمجلس التأسيسي وتنظيم انتخابات رئاسية في ظل التعددية السياسية، وأن لديها خبرة في التعددية السياسية وأنها ليست كبقية الدول العربية. وكانت زيارة إطارات الأفلان إلى بكين فرصة للحزب الشيوعي الصيني لتأكيد رغبته رفع استثمارات الصين بالجزائر وتكثيف تواجدها الاقتصادي والتجاري وإقامة تعاون براغماتي في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث أعرب مسؤولو الحزب الصيني عن استعداد صندوق التنمية الإفريقي الصيني لتنظيم لقاءات مع وفد حزب جبهة التحرير الوطني الذي سيزور الصين قريبا وعقد جلسات عمل مع المؤسسات المالية التي لديها الرغبة في الاستثمار بالجزائر، إضافة إلى وجود نية لدى عديد من المؤسسات المالية من أجل العمل في الجزائر وتقديم الدعم للمؤسسات الجزائرية. كما تلقى وفد الأفلان عروضا من أجل توأمة ثلاث مدن صينية ويتعلق الأمر بكل من جينغانغشان بمقاطعة جيانغزو، ومدينة نانجينغ بمقاطعة جيانغسي ومدينة زانجيانغ، مع ولايات جزائرية، حيث أكد وفد الأفلان على أنه سيقدم هذه الاقتراحات إلى قيادة الحزب من أجل دراستها والبت فيها، كما اقترح مسؤولون صينيون قيام رؤساء مؤسسات بزيارة إلى الجزائر من أجل الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى استعداد شركة »هيغر« لصناعة الحافلات لإقامة مصنع لتركيب الحافلات بالجزائر وذلك في إطار البرنامج الخماسي للشركة التي اعتمدته مؤخرا والذي يصنف الجزائر في المرتبة الأولى إفريقيا من حيث حجم الاستثمار.