أعلن رئيس الجمهورية، أمس، عن ترقية ثمان مراكز جامعية إلى جامعات، فيما أمر وزيري التعليم العالي والصحة ب »إحداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفّر على الإمكانات المادية والبشرية في ولايات الجنوب«. موازاة مع ذلك قام الرئيس بوتفليقة بتدشين ووضع حجر الأساس لعدة مشاريع تابعة لقطاعي التعليم العالي والصحة. خصّ سكان ولاية الأغواط رئيس الجمهورية أمس باستقبال كبير أعاد إلى الأذهان الحفاوة التي اعتاد عليها في هذه المنطقة خلال زياراته السابقة وخاصة تلك التي حظي بها في حملة الاستفتاء على الميثاق من أجل السلم والمصالحة في سبتمبر 2005. وردّد عشرات الآلاف من المواطنين الذين حضروا منذ الساعات الأولى إلى شارع »المقام« بوسط المدينة، الكثير من عبارات المدح للرئيس بوتفليقة الذي بادلهم التحية على طول الطريق الرئيسية على إيقاعات الزرنة وطلقات البارود. وشهدت جامعة »عمار ثليجي« بعد ذلك الأجواء نفسها بعدما اصطفّت جموع غفيرة من الطلبة الذين تفاعلوا مع وصول رئيس الدولة إلى مدخل الحرم الجامعي، وكانت المناسبة هناك للإشراف على مراسم افتتاح الدخول الجامعي اقتصرت فيها الكلمة المقتضبة التي ألقاها على الإشادة بتاريخ المنطقة »التي كانت على الدوام سدّا منيعا في وجه الاحتلال«. واللافت هذه المرة أن كلمة رئيس الدولة استمرت لأقل من خمس دقائق، حيث أعلن فيها عن ترقية ثمان مراكز جامعية إلى مصفّ جامعات ويتعلق الأمر بكل من مراكز: الوادي، خميس مليانة بعين الدفلى، سوق أهراس، البويرة، وخنشلة وغرداية وكذا برج بوعريريج والطارف، مثلما دعا وزير التعليم العالي ومعه وزير الصحة إلى »الشروع في دراسة إمكانية إحداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي التي تتوفر على الإمكانات المادية والبشرية في جنوب البلاد قصد فتح تخصّص الطب لدى المؤسسات الجامعية المعنية الأكثر استعدادا لذلك«، معتبرا هذا التوجه كفيلا ب »تحقيق توازن أفضل لخريطة التكوين«. وخلال الحفل أشرف الرئيس بوتفليقة على تكريم عدد من الأساتذة التي شملتهم قرارات الترقية، وتكريم طالبات جامعة بجاية بمناسبة تتويجهن باللقب العالمي في كرة القدم خلال الألعاب العاملية الجامعية التي جرت مؤخرا بهولندا. وقبل ذلك كان قد دشّن بداخل الجامعة برنامجا لإنجاز عدة منشآت، ويتعلق الأمر بكل من جامعة العلوم الإنسانية والاجتماعية من 2000 مقعد بيداغوجي، وإنجاز مدرّج يسع هو الآخر 600 مقعد، إضافة إلى دراسة وإنجاز طابق الأبحاث بجامعة الأغواط. وتتجاوز القيمة الإجمالية لتشييد هذه الهياكل 640 مليون دينار، حيث انطلقت الأشغال بها منذ 19 ماي 2009، على أن يتم تسليم جامعة العلوم الاجتماعية نهائيا وبكل ملاحقها في شهر ماي المقبل، في حين تُستكمل أشغال إنجاز جامعة العلوم الإنسانية في أكتوبر من العام القادم تزامنا مع الدخول الجامعي. ويحتوي المشروعان على مدرجين من 300 مقعد، واثنين آخرين بسعة 200 مقعد، فضلا عن قاعتين للمطالعة ب 250 مقعد، و48 قاعة للتدريس و40 قاعة أعمال تطبيقية. وفي أعقاب ذلك توجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى وسط المدينة أين وضع حجر الأساس لإنجاز مركز مكافحة السرطان الذي يتّسع ل 140 سرير بتكلفة إنجاز بقيمة 3.3 مليار دينار، كما يضمّ 24 سكنا وظيفيا. وحسب البطاقة الفنية فإن هذا الهيكل الجديد المتوقع تسليمه في مارس 2014، سيوفر 350 منصب شغل دائم. وسيتدعّم قطاع الصحة في الولاية بمستشفى جديد من 240 سرير بعد أن وضع رئيس الجمهورية أمس حجر الأساس للشروع في إنجازه بغلاف 3.6 مليار دينار، وهو مرفق سيسمح بتحسين التغطية الصحية وتخفيف الضغط على المستشفى الوحيد بالمدينة. والتزمت مقاولة الإنجاز الإيطالية بتسليمه بتاريخ 12 ديسمبر 2012، حيث يضم عدة مصالح منها للطب الداخلي والجراحة العامة وجراحة العظام، إلى جانب مصلحة لطب العيون وحتى الأشعة، كما يضمّ المرفق الصحفي 32 سكنا وظيفيا. وفي انتظار جاهزية المشروعين، فإن بوتفليقة افتتح رسميا المركز الجهوي للتصوير الطبي لفائدة المؤمنيين اجتماعيا، وترتكز نشاطاته في أشعة الفك والأسنان والأشعة الخاصة بالنساء وأشعة »إيكوغرافي« وكذا »إيكودوبلور« و»سكانير« وأشعة الذبذبات المغناطيسية »إي أر أم«. ويشرف على ضمان خدمات المركز طبيب أشعة وطبيب عام منسق ومعهما طبيب أخصائي، إضافة إلى 12 مستخدما في شبه الطبي ومهندسين اثنين، قبل أن ينهي زيارته بوضع حجر الأساس لإنجاز مدرسة أشبال الأمة التابعة للجيش الوطني الشعبي.