يقوم رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بزيارة إلى الجزائر مطلع شهر مارس المقبل، تلبية لدعوة وجهها له رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، في أعقاب الزيارة التي قادته لأنقرة نهاية الأسبوع الماضي. بعد أقل من أسبوع من الزيارة السريعة الأولى من نوعها التي قادت سلطاني إلى أنقرة في مهمة لتحسس »ترمومتر« الإسلاميين، أفادت مصادر من حركة مجتمع السلم أن رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان سيحل بالجزائر مطلع مارس المقبل في زيارة رسمية بدعوة من»حمس«، وأكدت مصادرنا أن وفدا رفيع المستوى يضم قياديين بارزين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من ضمنهم وزير في الحكومة، سيرافق أردوغان إلى الجزائر. وفي وقت أدرجت قيادات من حركة »حمس« زيارة أردوغان في خانة العمل على بحث »سبل تعزيز العلاقات بين الحزبين وتبادل الآراء والخبرات بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات التي تمر بها«، أوردت أمس الفضائية التركية أن أردوغان سيلتقي خلال الزيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وعدد آخر من كبار المسؤولين في الدولة، بحيث سيجري معهم مباحثات تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات والمستجدات المتعلقة بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولا يمكن بأي حال من الأحوال عزل زيارة أردوغان المنتظرة عن سياقها العام المرتبط مع الصعود الذي تشهده الأحزاب الإسلامية للسلطة في عدد من الدول المجاورة، وتزامنها كذلك مع موعد انتخابي حاسم بالنسبة للجزائر، وتؤكد كل المؤشرات أن أردوغان سيحرص خلال زيارته للجزائر على الإطلاع والاطمئنان على موقع التيار الإسلامي ضمن الخارطة السياسية التي ستفرزها الانتخابات التشريعية المنتظرة في ماي المقبل، إن لم يكن ذلك مدرج على قائمة الأهداف المتوخاة من وراء هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها.