من المنتظر أن يقوم الوزير الأول التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، بزيارة إلى الجزائر بطابع حزبي، بدعوة من رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، في مارس المقبل. وكان الطرفان تحادثا خلال الزيارة التي أداها سلطاني لتركيا، كما أوردت "الفجر" في عددها السابق، لمدة ساعتين بقصر الرئاسة حول العديد من الملفات منها تجريم الاستعمار، العلاقات الاقتصادية والانتخابات. أنهى رئيس حركة مجتمع السلم والوفد المرافق له زيارته إلى تركيا؛ حيث التقى الوزير الأول التركي رجب طيب أردوغان بقصر الرئاسة في اجتماع بعيدا عن الإعلام لمدة ساعتين إلى جانب عدد من قيادات حزبه، وتناول اللقاء حسب مانقله بيان لحمس العلاقات الجزائرية التركية، حاضرها ومستقبلها، بالإضافة إلى التجارب السياسية للأحزاب الفتية في مجال الديمقراطية والتنمية والحريات، وحقوق الإنسان، كما تطرق الوفد الحزبي الجزائري ونظيره التركي للعمق الاستراتيجي لما بعد "الربيع العربي" ونهاية أطروحة الإسلاموفوبيا. تجريم الاستعمار وحق الشعوب في تقرير مصيرها هو الآخر كان ضمن أجندة سلطاني، خاصة في ظل الصراع الفرنسي التركي حول قضية "الأرمن"، وبحسب ما أفاد به بيان حمس فقد تطابقت وجهات نظر الحزبين حول قضايا كثيرة خاصة ما تعلق منها بسلمية النضال السياسي والاحتكام إلى صناديق الاقتراع ونبذ العنف والسعي لتثقيف الرأي العام وحمله على الاعتقاد بأن طريق التغيير لفائدة الجميع هو رد الثقة للشعب، والمشاركة في الانتخابات للتعبير عن الرأي، فالتغيير عن طريق الصندوق هو قمة العمل الديمقراطي المتحضر، وكان محور العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وتركيا هو الأخر ضمن حقيبة سلطاني حيث اشتكى أردوغان من المنافسة الشرسة لدول الاتحاد الأوروبي على السوق الجزائرية، وهو ما بلغه سلطاني لسفير الجزائر بتركيا حسب نفس البيان. وبحسب ما نقلته مصادر مطلعة ل"الفجر" فإن أبو جرة وجه لطيب أردوغان دعوة حزبية لزيارة الجزائر في مارس المقبل وهي الدعوة التي تتزامن والتحضير لانتخابات تشريعية تخوضها حمس بعيدا عن التحالف الرئاسي الذي غادرته الأسبوع الماضي.