أكد عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أمس، أن الانتخابات التشريعية المقبلة مهمة ومصيرية بالنسبة للأفلان والجزائر على حد سواء، حيث أوضح في هذا السياق أن هذه الاستحقاقات تختلف عن سابقاتها، لأن الظرف الراهن يفرض على الجزائر أن تنظر بكثير من الدقة لهذه الانتخابات، وأن تأخذ بعين الاعتبار شفافية ونزاهة مجريات العملية الانتخابية، إضافة إلى تمكين المرأة من اعتلاء المناصب السياسية وفتح مجال السمعي البصري وغيرها من التحديات. يرى عبد العزيز بلخادم، خلال ندوة إعلامية نظمتها، أمس، يومية »الحوار«، بالجزائر العاصمة، أن الأفلان يقدر أهمية الاستحقاقات المقبلة التي هي كل شيء وذلك من كونه أقدم حزب والتالي، فإنه من محاسن الأقدمية أن الحزب اكتسب تجربة سياسية في تسيير شؤون البلاد ولديه رصيد كبير، ناهيك عن كونه حامل لرسالة ولديه ثقافة دولة، كما أنه ليس حزبا فئويا، وتأسف الأمين العام للحزب العتيد لكون هذه المحاسن سببت للأفلان مآخذ عن فترة التسيير وأصبح ينظر إليه أنه حزب المتقاعدين وغيرها من الانتقادات التي وجهت له، خاصة عندما يعاقب الأفلان بسلوك بعض المناضلين الذين لا يعكسون التصور والتوجه الحقيقي للحزب. وفي هذا السياق، أكد عبد العزيز بلخادم أنه »من غير الممكن أن يقارن الأفلان بغيره من الأحزاب التي ولدت أمس، ومن الطبيعي أن يكون أناس كبار في حزب اعتمد بالدم وليس بختم من الداخلية، وبالتالي لا يمكن إحالة مناضلين على التقاعد«، مثلما يطالب البعض. وبالمقابل رافع الأمين العام، لصالح التواصل والتكامل ما بين الأجيال. وفي حديثه عن الاستعدادات الجارية للانتخابات المقبلة، قال بلخادم »قمنا بتنصيب لجنة وطنية لتحضير الانتخابات والتي انبثقت عنها 16 لجنة فرعية، منها 13 لجنة كانت برسالة تكليف، و3 لجان لتقييم المناضلين، بما يسمح بإعداد قوائم المترشحين، كما تم تحضير ملف وطني للانتخابات وآخر ولائي في إطار البرنامج الخاص للحزب، ويتضمن الملف الوطني 100 إجراء اقتصادي، و100 إجراء اجتماعي وغيرها من المقترحات الوطنية، فيما يتضمن الملف الولائي خصوصيات كل ولاية على حدا. كما عبر عبد العزيز بلخادم عن تفاؤله لفوز حزب جبهة التحرير الوطني لأن برنامجه السياسي مستوحى من بيان أول نوفمبر الذي يؤكد على دولة ديمقراطية واجتماعية في ظل المبادئ الإسلامية، ومن هذا المنطلق، قال أمين عام الأفلان أنه: »لا الديمقراطي ولا الإسلامي يزايدان على الأفلان«، وذكر بأن الثورة التحريرية قامت على مصطلحات لها مدلول ديني وكان شعارها »الله أكبر«. وفي رده عن سؤال خاص بالقوائم الحرة التي يهدد بها ما اصطلح على تسميته »حركة التقويم والتأصيل«، أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن »الخوف في محله لكنها تبقى قوائم اسمية والرهان فيها على الأسماء«، وقال: »نحن لا نخاف من القوائم الحرة لأنها لا تملك أي برامج«. وبالنسبة لبلخادم، فإن الانتخابات المقبلة حاسمة ليس فقط للأفلان ولكن بالنسبة للوطن ككل، معبرا عن أمله في أن لا تعيش الجزائر ما عرفته بعض الدول المجاورة، لأن الدولة القوية، في رأيه، تكون بمؤسساتها وبالسلطة والمعارضة القوية والتي تأتي دائما بإرادة الشعب.