أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أمس، أن الأفلان لن يتأثر باعتماد أحزاب الجديدة »حتى لو بلغت 100 حزب«، قائلا في السياق ذاته »لا يخيفني أي حزب كان، سواء جاب الله أو عمارة بن يونس ولا أحمد أويحيى«، مبديا توجسه من عزوف المواطنين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع. أوضح عبد العزيز بلخادم في حديثه أمام الصحفيين في ندوة احتضنتها يومية »الحوار«، أمس، أن القاعدة الشعبية التي يتمتع بها حزب جبهة التحرير الوطني تبعد عنه حدوث نزيف في وعائه الانتخابي، إلا أنه أبدى مخاوفه من عزوف المواطنين عن الانتخاب. وأشار بلخادم إلى أنه في حال حصول الأفلان على الأغلبية البرلمانية فإنه يتجه إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع باقي الأحزاب، لأن الظرف يقتضي توسيع دائرة المشاركة في دائرة الحكم. وأضاف بلخادم أن الأفلان »حزب اعتمد بالدم وليس بختم الداخلية« وعليه من الطبيعي أن تكون هناك منافسة كبيرة بين المناضلين من أجل الترشح، مشيرا »إلى أن ذلك يمنعه من إقصاء أي مناضل أو يجبره على ترك الحزب، حتى وإن كان كبيرا في السن«، وأفاد المتحدث أن الأمر هنا يتطلب منه تكريس تواصل الأجيال وليس صراعها. وأفاد عبد العزيز بلخادم أن وزارة الداخلية تحتكم إلى القانون في اعتماد الأحزاب السياسية، نافيا في رده على سؤال حول إقصاء أحزاب واعتماد أخرى، أن تكون هذه العملية مرتبة، وأكد أن أي ملف يستوفي كل الشروط النصوص عليها في قانون الأحزاب سيحصل على الاعتماد. وحث بلخادم على فرض المنافسة الشريفة يكون فيها الصراع للأفكار، والحكم الوحيد هو صناديق الاقتراع. وفي حديثه عن الأحزاب الإسلامية كشف الأمين العام عبد العزيز بلخادم أن الأفلان »يستلهم برنامجه من بيان أول نوفمبر الذي يقوم على إقامة دولة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية«، وعلى هذا الأساس يؤكد بلخادم أن » في حزب جبهة التحرير الوطني، لا أحد يزايد علينا في انتمائنا الإسلامي«. وفي السياق ذاته قال المتحدث إن الأفلان حزب ذو توجه إسلامي، نافيا بذلك أن يكون حزبه ذو توجه علماني، قائلا: »نحن لم نكن يوما حزبا علمانيا«، على الرغم من وجود بعض التيارات الأخرى أيام الحزب الواحد، وأضاف أن ثورة أول نوفمبر قامت على مبادئ إسلامية، ملفتا إلى أن التيار الإسلامي في الجزائر يختلف عن باقي الدول الأخرى. وشبه الحديث الذي يدور مؤخرا بما كان في بداية التسعينيات، عندما كان الحديث عن نزيف في الوعاء الانتخابي للأفلان، غير أنه أشار إلى أن البقاء يبقى للمتجذر شعبيا، معترفا بأن كثرة الأحزاب السياسية سيؤثر على الوعاء الانتخابي، إلا أن البعد التاريخي للأفلان باعتباره أقدم حزب، إضافة إلى ثقافة الدولة التي يمتلكها الحزب، ستبقي على رصيده مرتفعا في التشريعيات القادمة.