أجمعت جل التشكيلات السياسية على أن التراجع المسجل في الساحة السياسية من قبل بعض التيارات التي تزعم بأنها ديمقراطية أو إسلامية لن يؤثر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما أكدت أن مقاطعة الاستحقاقات من طرف هؤلاء لن يمنع الجزائريين باختلاف مشاربهم من التوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم، خاصة وأن التشكيلات السياسية التي قررت إثبات وجودها وعلى كثرتها هي تمثيل حقيقي لصورة الديمقراطية والمبادئ الإسلامية التي يتشبع بها الجزائريون وسيجد كل واحد من أبناء هذا الوطن لا محالة ضالته فيها. الأفلان: الديمقراطية الحقيقية مارستها الأحزاب المنتمية إلى التيار الوطني قال السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالاتصال بحزب جبهة التحرير الوطني أن التشكيلات السياسية التي تزعم بأنها ديمقراطية أو تنتمي على التيار الإسلامي تعرف تراجعا كبيرا في الفترة الراهنة، ليؤكد بأن الديمقراطية الحقيقية تمارسها الأحزاب المنتمية إلى التيار الوطني، والتي استطاعت أن تعكس الثقافة الوطنية والإسلامية التي تغذي بدورها روح الأمة الجزائرية. وفي رأي بوحجة، فإن المتتبع لنشاط هذه التشكيلات السياسية المنتمية للتيار الوطني وعلى رأسها حزب جبهة التحرير الوطني يمكنه أن يلاحظ وبكل سهولة عمليات التجديد التي شهدتها هذه الأحزاب، وذلك من خلال تكريس ثقافة التداول في كل المسؤوليات وعلى جميع المستويات، محلية، ولائية وحتى الوطنية منها. وبالمقابل -يؤكد المتحدث- أن هذه الأحزاب التي تزعم بأنها ديمقراطية على حد تعبيره، فهي تعرف تراجعا كبيرا لدى الأوساط الشعبية قبل أن تفكر هي نفسها في الانسحاب من الساحة السياسية أو حتى مقاطعة الاستحقاقات القادمة، كما أن هذه الأحزاب كثيرا ما تقوم بممارسات منافية للديمقراطية دون احترام مناضليها والمتعاطفين معها، وفي سياق متصل أضاف بوحجة أن هذه التشكيلات السياسية التي لم تجد سوى لغة المقاطعة للتعبير عن نفسها، فهي أحزاب تسير من الخارج وتصريحاتها تأتي كذلك من الخارج. وفيما يتعلق بالتيار الإسلامي، أكد بوحجة أن التشكيلات السياسية المنطوية تحته عرفت هزات قوية جدا نتيجة العشرية السوداء، حيث أصبح المناضل المتشبث بالدين لا يعترف بالتطرف، ولم تعد تصلح منها إلا تلك الأحزاب التي اعتمدت سياسة الاعتدال والعقلانية والمرونة بما يتماشى والتغيرات التي عرفتها الجزائر. وعن تأثير الوضع الراهن على الوعاء الانتخابي، قال عضو أمانة الهيئة التنفيذية "هناك تيارات عديدة ستدخل الساحة السياسية وستخوض غمار الرئاسيات، كما أن التيار الإسلامي سيكون موجودا ممثلا في حركة مجتمع السلم التي قررت الانضمام إلى أحزاب التحالف واختارت بوتفليقة مرشحا لها وغيرها من الأحزاب المعتدلة، بالإضافة إلى باقي التيارات الوطنية". أما فيما يخص مصير التيارات المتراجعة التي أبت إلا أن تقاطع الرئاسيات، فإننا نعتقد -يوضح بوحجة- أنها لن تؤثر في الساحة السياسية، لأن التيار الذي يسمي نفسه بالديمقراطي هو في حقيقة الأمر نسخة للتيار الغربي وصورة مصغرة له، كما أن الشارع سيعرف تحركا واسعا من خلال المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. واستطرد المكلف بالإعلام على مستوى الأفلان قائلا " يجب أن نعلم بأن تراجع هذه التشكيلات السياسية لن يقف في وجه المشاركة الانتخابية التي نتوقعها كبيرة، لأن الجماهير أصبحت واعية بضرورة أداء الواجب الانتخابي الذي أصبح يعبر بدوره عن الأمل في استكمال مسار التنمية التي ستمتد على مدار السنوات الخمس المقبلة". الأرندي: هناك أحزاب أنشأت من أجل أن تقاطع أكد ميلود شرفي الناطق باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن هناك أحزاب بالجزائر أنشأت خصيصا من أجل المقاطعة، ومن هذا المنطلق قال شرفي إننا نحن في الأرندي كمناضلين لا نعرف ما يصلح عليه بالمقاطعة، فإننا وبكل بساطة نعمل من أجل أن تكون هناك مشاركة قوية في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأفضل من الفترات السابقة. وأضاف الناطق باسم الحزب مؤكدا أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي ينشط في إطار أحزاب التحالف يؤكد ترشيح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات القادمة، كما أن هذا المطلب لا يقتصر على هذه الأحزاب فقط، بل بالعكس نجد أكثر من 15 تشكيلة سياسية ديمقراطية قد انضمت إلى هذا المسعى، ناهيك عن دعم الحركات الجمعوية لهذا المسار، وعليه يؤكد شرفي أن الانتخابات الرئاسية تشهد مشاركة مترشحين ديمقراطيين حتى وإن كانت أحزاب صغيرة، وهذا ما يعني أن العزوف غير موجود وان المشاركة الشعبية في هذا الاستحقاق ستكون قوية. حزب العمال: كل حزب حر في موقفه من رئاسيات 2009 أكد جلول جودي المكلف بالإعلام على مستوى حزب العمال أن كل حزب حر في قناعته، وعلى هذا الأساس فإن انسحاب بعض التشكيلات السياسية أو انخراطها في الاستحقاق القادم هو دليل على ممارسة الديمقراطية، واكتفى جودي بهذا القدر في حديثه عن تراجع التيار الديمقراطي والتيار الإسلامي عن المشاركة السياسية في رئاسيات 2009. أما فيما يخص المشاركة الانتخابية، فقد أكد أن الجزائريين عبروا عن سخطهم اتجاه الأوضاع التي يعيشونها من خلال الامتناع المسجل في الانتخابات التشريعية الفارطة، وكانت بذلك الصرخة قوية، بما يستوجب اتخاذ قرارات صارمة -يقول جودي- قبيل الموعد الاستحقاقي المقبل لإعادة الثقة لدى المواطن. جلول جودي تأسف لكون مبادرات المجموعة البرلمانية لحزب العمال لم تأخذ بعين الاعتبار من أجل التخفيف من معاناة المواطنين، وبالمقابل أكد أن حزبه سيعمل على إقناع المواطنين من اجل المشاركة في الانتخابات الرئاسية من خلال عمليات التوعية التي تصاحب جمع التوقيعات في انتظار أن يفصل حزب العمال في مرشحه للرئاسيات.