أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، مرسوما يقضي بنشر دستور الجمهورية العربية السورية في الجريدة الرسمية ليعتبر نافذا ابتداء من تاريخ أول أمس، بعد أن كان وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار أعلن النتائج النهائية للاستفتاء مؤكدا بأن عدد المشاركين في الاستفتاء بلغ أكثر من 8 ملايين مواطن أي بنسبة 57.4% من أصل 14 مليونا و500 ألف يحق لهم الاستفتاء. يأتي ذلك في وقت اعتبرت فيه الأممالمتحدة أن الاستفتاء على الدستور الجديد فاقد للشرعية ومن المستبعد أن يكون ذا مصداقية، داعية الحكومة السورية وضع نهاية للعنف في البلاد، فيما ترى واشنطن أن الاستفتاء على الدستور الجديد الذي جرى في سوريا يعبّر عن »وقاحة مطلقة«، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن بلادها ترفض الاستفتاء لأنه بالإضافة إلى أنه يعبّر عن وقاحة مطلقة، فقد قام الرئيس بشار الأسد بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة، كما وصفت ذات المتحدثة أن عملية التصويت مدعاة للسخرية و الضحك، وتساءلت عن كيفية انطلاق عملية لإرساء الديمقراطية بينما تواصل الدبابات وقوات نظام الأسد إطلاق النار على المدنيين. إلى ذلك، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة من العقوبات ضد البنك المركزي السوري وعدد من المسؤولين في الحكومة السورية، على أن يكون ذلك ساري المفعول بدءً من الأسبوع الجاري، فيما تمّ الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للسوريين من قبل الاتحاد الأوروبي، حسب ما جاء في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية أول أمس، حيث أكد المجلس دعمه للمعارضة السورية في نضالها في سبيل الحرية والكرامة والديمقراطية يقول البيان، داعيا الأخيرة إلى تكثيف الجهود والتنظيم في وضع آلية للتنسيق تحت رعاية جامعة الدول العربية، وكذا الاتفاق على المبادئ العامة للعمل بهدف انتقال مدروس إلى نظام الحكم الديمقراطي في سورية الذي ستُضمن في ظله مراعاة حقوق الأقليات ليتمتع جميع المواطنين بحقوق متكافئة بغض النظر عن آرائهم أو انتماءاتهم القومية والدينية. في سياق متصل، ذكرت تقارير صحفية مصرية، أن الحكومة القطرية بصدد تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وقالت صحيفة الأهرام في عددها الصادر أمس، نقلا عن مسؤول أمريكي، إن قطر ستعمل على تسليح المعارضة لتمكينها من صد وشن هجمات برية تحقق نتائج سريعة، حيث كان رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني طالب المجتمع الدولي الاثنين بتسليح المعارضين السوريين، مؤكدا ضرورة مشاركة الدول العربية في عمل عسكري دولي في سورية لوقف إراقة الدماء. من جهة أخرى، قال نشطاء سوريون أمس، إن القوات السورية قتلت 20 شخصا على الأقل عندما قصفت بلدة حلفاية في محافظة حماة التي أصبحت معقلا للمعارضة في الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وأضافوا أن قوات الأمن قصفت حلفاية من جانبين، بعد أن أصبحت مركزا للاحتجاجات المناهضة للأسد عقب مهاجمة الجيش مدينة حماة شهر أوت الماضي، أمّا بخصوص الصحفي البريطاني المصاب بول كونروي الذي يعمل في صنداي تايمز، فقد قال دبلوماسي أمس إنه تم تهريب كونروي من مدينة حمص السورية المحاصرة إلى لبنان وأنه سليم معافى، وهو نفس الأمر بالنسبة للصحفية الفرنسية أديت بوفييه التي هرّبت هي الأخرى إلى لبنان.