أفاد المجاهد الرائد عز الدين، قائد الولاية الرابعة التاريخية أن القادة العسكريين الجزائريين فجروا ثورة التحرير الوطنية من أجل الاستقلال »بالرغم من أنهم كانوا يدركون أن الحرب ستكون طويلة وذات تضحيات جسام«، وأكد الرائد عز الدين خلال لقاء متبوع بنقاش نظم في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر جمع شخصيات سياسية وطنية وفرنسية تحت موضوع »لماذا حرب الجزائر« أنه منذ 1830 اتخذت مقاومة الشعب الجزائري مسار مالا نهاية. اعتبر قائد الولاية الرابعة آنذاك أن »تعنت الاستعمار كان عائقا إضافة إلى عدم إدراكه لواقع الشعوب المستعمرة« مذكرا آن المحتل لم يرض لحرب الجزائر التي دامت 132 سنة تسمية »حرب« وأعرب عن أمله في أن يعترف المسؤولون الفرنسيون من هنا إلى بضعة عقود بأنه منذ 1830 لم يكن هناك سلم في الجزائر وأن المقاومين لم يسمحوا أبدا للمعمرين بالإيمان بالقوة المطلقة للجيش الفرنسي بالرغم من تفننه في القتل. وفيما يخص تاريخ الحركة الوطنية أشار الرائد عز الدين إلى مسار استحداث نجم شمال إفريقيا والحزب الاشتراكي الجزائري وحزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية واللجنة الثورية للوحدة والعمل، وأكد بهذا الخصوص أنه في الوقت الذي كان الاعتقاد السائد هو الانهزام تحركت مجموعة ال 22 وأعطت الأمل للشعب في أن استقلال الجزائر ليس توهما وأن اللجوء إلى الكفاح المسلح يمكن أن يضع حدا للاحتلال الفرنسي. وفيما يخص مضايقات المنظمة المسلحة السرية في 1961 أشار الرائد عز الدين إلى أن الهيئات الجمهورية الفرنسية »كانت منزعجة من هذه المنظمة« وأن المنطقة المستقلة للعاصمة كانت تعمل دائما من أجل احترام اتفاقات إيفيان من قبل السكان الجزائريين الذي كانوا خاضعين للاستفزاز المستمر من قبل المتطرفين. وشارك في هذا اللقاء ناصر بوضياف الذي تطرق إلى المسار الثوري لوالده مؤكدا أن هذا الأخير »كان يعلم أن الاستعمار الذي دخل إلى الجزائر بالقوة لن يخرج إلا بالقوة « كما أضاف قائلا »محمد بوضياف ورفقاؤه كانوا ثوريين جد مقتنعين بالقضية التي كانوا سيضحون بالنفس والنفيس من أجلها ولم يكونوا إرهابيين ولا سفاحين مثلما ادعته فرنسا الاستعمارية ولكنهم كانوا يكافحون من أجل واقع بين وهو استقلال الجزائر«. كما أعرب هنري علاق مدير ألجيري ريبوبليكان سنة 1954 ومؤلف »المسألة« حول ممارسة التعذيب من طرف الجيش الفرنسي عن أسفه ل»قلة عدد« الشباب من الأصل الأوروبي الذين يطالبون اليوم بتسليط كل الحقيقة بخصوص هذه الحرب. وأشار إلى أن هذه الحقيقة تشمل »الحديث عن الاغتيالات والأعمال الشنيعة التي تم اقترافها تحت راية الدولة الفرنسية، كما تأسف قائلا »لم تبذل الحكومات الفرنسية جهودا كبيرة لتسليط الضوء والتصريح بحقيقة حرب الجزائر وبل قامت بالعكس تماما« مشيرا أنه فيما يخص الجزائر »لطالما رغبنا أن تشكل الحقيقة موضوع اجتهاد أكبر لأن هنالك الكثير لنقوله ونعرفه بخصوص تلك الحقبة«. ومن جانبه صرح بيير براديل ممثل جمعية الأقدام السوداء التقدميين »نريد المضي نحو المستقبل ونأمل العمل من أجل تجديد العلاقات بين الشعبين الجزائري والفرنسي ويمكن لجمعيتنا أن تشكل همزة وصل بين الطرفين« وتم تنظيم هذا اللقاء برعاية اليومية الفرنسية »لومانيتي« بالتعاون مع المركز الثقافي الجزائري.