اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قيادة حركة التحرير الوطني (فتح) بالوقوف وراء تفجيرات في قطاع غزة أوقعت ستة قتلى ليلة الجمعة إلى السبت. ونفذت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة إجراءات أمنية في القطاع شملت اعتقال عشرات الأشخاص، فيما نفت حركة فتح علاقتها بالتفجيرات. وفي كلمة أمام آلاف المشيعين في جنازة القتلى الستة، قال القيادي البارز في حماس خليل الحية "بالأمس المقاطعة (مقر الرئيس محمود عباس) السوداء في رام الله كانت تقول إنها تفجيرات داخلية ما يؤكد أن من يقف وراء العملية هم فتح وأناس من فتح ولا تجرؤ قيادتهم على إدانتها لذلك نتهم قيادتهم قبل عناصرهم". وأضاف الحية الذي كان ابن أخيه بين القتلى "من يقومون بالتفجيرات يجب أن يعلقوا على أعواد المشانق وأن يطلق عليهم الرصاص" مؤكدا أن "هناك مخططات لاغتيالات بوضع عبوات وتفجيرات.. فمزيدا مزيدا من الحيطة والحذر". وشارك الآلاف وبينهم عدد من القادة البارزين في حماس في تشييع خمسة من أعضاء كتائب عز الدين القسام وطفلة في غزة. وتوعدت حماس بالاقتصاص من منفذي التفجيرات. وردد المشيعون وبينهم عشرات المسلحين الذين أطلق بعضهم النار في الهواء بكثافة هتافات تندد "بالمجزرة" وتدعو إلى الثأر ومنها "الانتقام الانتقام يا كتائب القسام". وطالبت حماس حركة "فتح" بتحديد موقفها من الأحداث الأخيرة، وقالت في بيان صحفي "إن هذا العمل الإجرامي يدلل على أن دعوات الحوار التي أطلقت في رام الله كاذبة لذر الرماد في العيون، وتخفي خلفها مؤامرات للقتل والاغتيال وترويع الآمنين وضرب وحدة وصمود الشعب الفلسطيني". وهددت بملاحقة كل شخص له علاقة بالحادثة التي وصفتها ب"بمجزرة الرحلة المسجدية". وطالبت حماس القوى الفلسطينية ب"تحمل مسئوليتها تجاه هذه الفئة المارقة الخارجة عن الصف الوطني وتحديد موقفها من الجريمة دون لبس أو غموض". وفي وقت سابق رفضت الرئاسة الفلسطينية اتهام حركة فتح بالمسؤولية عن الانفجار، واعتبرت أن التفجير نتاج صراعات داخل حماس. ومن جهة أخرى أدان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر حادثة التفجير ووصفها بأنها "مجزرة بشعة" قامت بها "فئة باغية" وحث في بيان وزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام على اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المواطنين وملاحقة المخربين وتقديمهم للمحاكمة وكشف نتائج التحقيق أمام الجمهور الفلسطيني. كما أدانت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي التفجير، وطالبتا بملاحقة الجناة واتخاذ موقف صارم. وفي المقابل قال رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد إنه لا علاقة لحركة فتح بتفجيرات غزة. وأضاف أن الهدف من اتهامات حماس هو تضليل الرأي العام والتهرب من الاستجابة لدعوة الرئيس الفلسطيني لبدء الحوار، حسب قوله. وشدد الأحمد على أن الهدف هو خلط الأوراق وإبعاد الأنباء عن وجود انقسام كبير في صفوف حركة حماس. وأكد أن الحل لكل الخلافات وحالة الانقسام هو بالعودة إلى الحوار فقط والاستجابة لمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت حركة فتح في بيان إنها "تحذر من تضليل الشارع الفلسطيني بإلصاق التهم بأبنائها، حيث لا علاقة لحركة فتح لا من قريب ولا من بعيد بهذه الخلافات الداخلية في حركة حماس". ونفذت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إجراءات أمنية شملت اعتقال عشرات الأشخاص. وقالت حركة فتح إن عددا من عناصرها في القطاع اعتقلوا، كما تعرض عدد من مقراتها لمداهمات. وقال مسؤولون فلسطينيون من حركتي حماس وفتح إن قوات الأمن التابعة لحماس في القطاع ألقت القبض على 120 من المنتمين لفتح. وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة حالة الاستنفار القصوى لملاحقة المتورطين في ثلاثة انفجارات أدى أحدها إلى مقتل خمسة من عناصر كتائب القسام إضافة إلى طفلة. كما قتل شخص آخر في انفجار عبوة ناسفة قالت الحكومة المقالة إنه هو من زرعها أمام مقهى شعبي. الوكالات/ واف