اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السبت قيادة حركة فتح بالوقوف وراء التفجير الذي أودى مساء الجمعة بحياة خمسة من أعضاء كتائب عز الدين القسام وطفلة في غزة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من عشرين شخصا بجروح. كما شنت قوى الأمن التابعة لحماس حملة دهم واعتقالات في صفوف حركة فتح في قطاع غزة. وشملت الاعتقالات أكثر من مائة وعشرين من كوادر وعناصر فتح خلال مداهمات نفذت ليل الجمعة ونهار السبت لمنازلهم في مناطق مختلفة في القطاع. * وأوضح قيادي في فتح لوكالة الأنباء الفرنسية انه تمت "مداهمة مقرات فتح في غزة وخان يونس ورفح وشمال قطاع غزة إضافة إلى مداهمة 44 مؤسسة وجمعية ونادي ومركز تابع للحركة صادروا منها أجهزة الحاسوب ووثائق..". من جهته أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان صحفي انه "تم اعتقال 160 شخص ومداهمة أكثر من 40 مؤسسة وجمعية تابعة لفتح". * وجاء الاتهام الموجه إلى فتح بالوقوف وراء تفجير الجمعة على أكثر من مسؤول في حماس، وهو الموقف الذي عبر عنه القيادي محمود الزهار الذي أكد ان لدى حركته "معلومات ومعطيات سنوظفها لنصل إلى الفاعل الحقيقي ومعاقبة هؤلاء المجرمين إما بأن يقضوا بقية حياتهم في السجون أو حتى بتنفيذ حكم الإعدام.". وقال الزهار إن الحركة تقوم بتقييم المواقف مع كل الفصائل وعلى فتح بالذات ان تحدد موقفها من هذه الجريمة، فإما ان تقف مع المجرمين أو ان تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني..". كما قال القيادي في الحركة الدكتور خليل الحية في كلمة أمام آلاف المشيعيين في جنازة الشهداء الستة، "..من يقف وراء العملية هم فتح وأناس من فتح ولا تجرؤ قيادتهم على إدانتها لذلك نتهم قيادتهم قبل عناصرهم.."، وأكد الحية الذي فقد ابن شقيق وجرح نجله في التفجير أن "هناك مخططات لاغتيالات بوضع عبوات وتفجيرات"، ودعا إلى المزيد من الحيطة والحذ. * ونقلت قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس السبت، عن تلفزيون فلسطين التابع للسلطة الفلسطينية مشاهد لأثار الانفجار ترافقها أناشيد فتحاوية. وقال مقدم البرنامج الإخباري في قناة الأقصى "هذا دليل على ضلوع السلطة الفلسطينية التي تدير تلفزيون فلسطين في عملية التفجير". * من جهتها، نفت حركة فتح على لسان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أي علاقة لها بالتفجير وعزته إلى خلافات داخلية، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس دائما ما شدد على أن يظل الخلاف الداخلي بعيدا عن السلاح. وقالت فتح في بيان إنها "تحذر من تضليل الشارع الفلسطيني بإلصاق التهم بأبنائها حيث لا علاقة لحركة فتح لا من قريب ولا من بعيد بهذه الخلافات الداخلية في حركة حماس". * وكان انفجاران قد وقعا بغزة فجر الجمعة دون أن يعرف أيضا هوية منفذيهما؛ أحدهما استهدف كافتيريا الجزيرة الواقعة بمنطقة الرمال وسط المدينة مما أدى إلى مقتل مواطن على الأقل، وإلحاق أضرار كبيرة بالمكان. أما الانفجار الثاني فوقع عندما انفجرت عبوة ناسفة أمام منزل النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس الدكتور مروان أبو راس؛ مما تسبب في تدمير أجزاء كبيرة من المنزل". * ويرى مراقبون أن الانفجار الأخير في غزة قد يرفع من وتيرة الاحتقان الداخلي بين فتح وحماس ويزيد من حدة الأزمة وتداعياتها المختلفة مما يسهم في إبعاد الطرفين مجددا عن إمكانية الحوار. واعتبر محللون ان توقيت الانفجار "يشير إلى رغبة القائمين عليه لنسف أي إمكانية للحوار ما بين الطرفين، خصوصا في ظل الحديث عن عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات السياسية". وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين "هذا التدخل العنيف في هذا التوقيت بتقديري ان الهدف منه نسف أي إمكانية لعودة الحوار ما بين الطرفين". وأضاف "هناك من يعرف انه وبعد شهرين أو ثلاثة، أي موعد الانتخابات الأمريكية، ستتوقف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ولن يكون أمام الفلسطينيين سوى التوجه للحوار الداخلي". * وقال شاهين "بالتالي فإن هذا الانفجار إنما هو بمثابة بطاقة حمراء للحوار، كي تعود دوامة الانتقام وردود الفعل ما بين الطرفين التي تشابه إلى حد بعيد الطريقة الإسرائيلية".