التفجيرات التي استهدفت العاصمة السورية دمشق لا يتجرأ أحد على إعلان المسؤولية عنها، المعارضة المسلحة تبرأت منها رغم أنها هاجمت في السابق مقرات أمنية واعتبرت ذلك عملا بطوليا، وهذه المعارضة لا تريد أن تتهم طرفا آخر رغم أن أمريكا التي تدعم هذه المعارضة تعترف بوجود نشاط لما يسمى تنظيم القاعدة في سوريا. الذي اختار العمل المسلح على الثورة السلمية هو من يتحمل مسؤولية الجرائم التي يقع ضحيتها العشرات من المدنيين، فالتفجيران الأخيران استهدفا مقرات أمنية وسقط فيهما عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى، ولا يمكن أبدا لمن اختار السلاح أن يكون بريئا من هذه الأفعال الوحشية، ولا يمكن لاتهام النظام بشكل آلي أن يكفي لتبييض صورة هذه المعارضة التي تقتل كل فرص التغيير الحقيقي الذي ينشده الشعب السوري، بل وتغتال كل حظوظ الدولة السورية في البقاء موحدة، وتدفع المجتمع السوري نحو التناحر الطائفي البغيض الذي سيعيده قرونا إلى الوراء. الذين أفتوا بجواز حمل السلاح واستباحوا دماء السوريين يتحملون نصيبهم من المسؤولية أيضا، والذين مولوا الفتنة بسخاء، وجعلوا من الجمعة التي هي يوم وحدة المسلمين، مناسبة للدعوة إلى التدخل العسكري الخارجي في سوريا يحملون على أيديهم دماء السوريين الذين ظنوا أنهم يعيشون في بلد آمن فأزهقت أرواحهم غدرا بدعوى الثورة على النظام وإقامة دولة العدل والحرية. إن النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، لا يمكن أن تكون رخيصة إلى حد التعامل معها ببيان تبثه نشرة أخبار في قناة فضائية احترفت الإفك، والذي كان يفاخر بالهجوم على مقرات أمنية في ريف دمشق لا يمكن أن يكون بريئا من هذا الفعل لمجرد أن التفجير حدث في قلب العاصمة وتسبب في قتل المدنيين، فثمار العنف واحدة وإن اختلف المكان، وهذه عاقبة خيار العمل المسلح الذي اختارته بعض المعارضة المدعومة من الخارج والتي زينت لها أمريكا وعبيدها من الأعراب طريق القتل فاستسهلت إزهاق الأرواح واستخفت بعقول الناس وظنت أنها يمكن أن تبرئ ذمتها من هذه الجرائم بمجرد إصدار بيان.