المعارضة المسلحة في سوريا تختار أي أعمال العنف تتحمل مسؤوليتها وأيها تتبرأ منه، فالعمليات الإرهابية، ولا يمكن وصفها بوصف آخر، التي شهدتها دمشق مؤخرا تنسب للنظام بشكل آلي، وهي تربط بزيارات المراقبين الذين أوفدتهم الجامعة العربية لبعض المواقع، ويتم تجاهل حقيقة أن المعارضة المسلحة تمارس العنف وهي لا تتبرأ من ذلك، بل إن قائد ما يسمى الجيش السوري الحر يقول صراحة عبر قناة سي أن أن الأمريكية أنه عازم على الإطاحة بالأسد بقوة السلاح. من يتحمل دورة العنف الدموي التي تحصد أرواح السوريين اليوم هو كل من اعتبر أن الإطاحة بالنظام أهم من الأمن والاستقرار وأهم من وحدة الشعب والوطن، نعم النظام مسؤول من خلال تفضيله الحل الأمني على الحل السياسي منذ البداية، لكن أولئك الذين اختاروا طريق العنف، وأرادوا أن يحولوا انتفاضة سلمية إلى تمرد مسلح، يتحملون مسؤولية كاملة عما يجري، والعمليات الإجرامية التي شهدتها العاصمة السورية هي جزء من مسؤولية دعاة المواجهة المسلحة الذين يحركهم الخارج. المراقبون الذين أوفدتهم الجامعة العربية إلى سوريا يواجهون ضغط المسلحين الذين يطالبونهم بالتحول إلى جسر يعبر من خلاله الناتو إلى سوريا، ويواجهون أيضا الضغط الذي تمارسه بعض الحكومات العربية كما هو أمر قطر التي تريد أن تستأسد بتحالفها مع الأمريكان وتحاول أن تسطو على الجامعة العربية وتحولها إلى أداة في يد الغرب من أجل تنفيذ مخططات فشلت في تمريرها عن طريق الحروب. لم يسبق لسوريا أن شهدت أحداثا بهذا العنف، ومن المؤكد أن مدنا بكاملها في سوريا لا تستجيب لنداءات المعارضة التي تقيم في الخارج وتأتمر بأوامر الأمريكان والقوى الإقليمية التي تعمل لصالح أمريكا مثل تركيا، والإصرار على الإطاحة بالنظام عن طريق العنف والقتل العشوائي والعمليات الانتحارية سينتهي إلى تقسيم المجتمع السوري والدفع به إلى الحرب الأهلية، وهي النتيجة التي بدأت تظهر في ليبيا بعد أن فتر حماس الثورة المزعومة.