تعهدت وزارة الداخلية السورية بالرد ''بيد من حديد'' على ما وصفته ب ''التصعيد الأخير'' في الهجمات ''الإرهابية'' التي تستهدف النظام. جاء ذلك عقب التفجير الانتحاري الذي ضرب العاصمة دمشق الجمعة، وأسفر عن مقتل 26 شخصا بينهم عدد من رجال الأمن. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التفجير، وأعرب بان عن تعاطفه مع أسر الضحايا، قائلا إنه يشعر بالقلق حيال تدهور الوضع في سوريا، حيث قتل الآلاف منذ بداية مارس الماضي. وكانت جماعات سورية معارضة قد اتهمت الحكومة بالوقوف خلف التفجير من أجل تشويه القوى المناوئة للنظام والتأثير على مراقبي جامعة الدول العربية الذين يقيمون فاعلية مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة. ولكن الناشطين المعارضين يقولون إن النظام يواصل قمع المعارضة رغم وجود المراقبين، حيث قتل العشرات منذ مجيئهم إلى سورية في الأسبوع الماضي. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من خمسة آلاف مدني قتلوا منذ انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عشرة أشهر. ووقع انفجار في دمشق في تقاطع مكتظ بحركة المرور في منطقة الميدان، وقال وزير الداخلية ابراهيم الشعار، إن بلاده ستضرب ب ''يد من حديد'' على ما وصفه بالتصعيد الإرهابي بعد الهجوم الذي يعد الثاني من نوعه خلال أسبوعين. وأوضح الشعار ''إن سوريا ستضرب بيد من حديد أي أحد يحاول العبث بأمن البلاد أو بأمن المواطنين''. وذكر التلفزيون السوري أن ''انتحاريا'' فجر نفسه قرب إشارة ضوئية مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، غالبيتهم من المدنيين. وكان الشعار قد أشار في وقت سابق إلى أن التفجير نفذه انتحاري واستهدف قوات الأمن وحفظ النظام والمدنيين. واستهدف الانفجار مركزا لقوات حفظ النظام في حي الميدان قرب مخفر الشرطة في المنطقة المجاورة لجامع الحسن المشهور بخروج مظاهرات معارضة منه. وقد توجه وفد من بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية إلى موقع الانفجار لمعاينته. وكانت الحكومة والمعارضة قد تبادلتا الاتهامات بشأن المسؤولية عن انفجاري 23 ديسمبر الماضي. وبينما أشارت الحكومة إلى إمكانية تورط تنظيم القاعدة، اتهمت المعارضة السلطات السورية بالوقوف وراءه. وقال المجلس الوطني السوري المعارض، إن نظام الأسد هو الذي دبر التفجير من أجل تشويه سمعة المعارضة. وقال عمر ادلبي الناطق باسم المجلس ''إنه (التفجير) استمرار للعبة القذرة التي يمارسها النظام الذي يحاول حرف الأنظار عن الاحتجاجات''. ومضى الناطق للقول ''ندعو لتحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم التي نعتقد أنها من تخطيط وتنفيذ النظام''. أما الرائد ماجد النعيمي، الناطق باسم الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش الحكومي، فقال إن التفجير ''عبارة عن إرهاب دولة نفذته القوات الأمنية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد''. وكان قائد الجيش السوري الحر المقدم رياض الأسعد، قد نفى أي علاقة لتنظيمه بالتفجير. من جانبها، أدانت الولاياتالمتحدة التفجير، وقالت إن العنف ''ليس الحل المناسب للمشاكل في سورية''.