أبدت بعض منظمات أرباب العمل استغرابها لعدم إقدام الأحزاب بصفة عامة والجديدة منها بصفة خاصة على استشارتها فيما يتعلق برامجها الاقتصادية وذهب أحد ممثلي هذه المنظمات إلى القول » لغاية الآن لم يتصل بنا ولا حزب لأخذ رأيها حول البرنامج الاقتصادي الذي يطرحه وهو أمر مُؤسف«، فيما ذهب آخر إلى مُطالبة هذه المُنظمات بعدم التركيز في نشاطاتها الميدانية على الجانب السياسي فقط بل ضرورة إعطاء الجانبين الاقتصادي والاجتماعي الأهمية اللازمة. وحسب ممثل عن الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين، فإن منظمته لم تتلق لغاية الآن أي اتصالات من أي حزب سياسي كاستشارة حول برنامجه الاقتصادي أو حول ما تقترحه هذه المنظمة في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي للخروج من الأزمة التي لا تزال تُعاني منها الجزائر، وهو ما اعتبره بالمُؤسف جدا خاصة من قبل الأحزاب الجديدة باعتبار أن الأحزاب المعروفة في الساحة كانت قدمت برامجها في وقت سابق ولها خبراء يتعاملون معها وذهب يقول » نحن نلوم كل الأحزاب القديمة والجديدة في التركيز على الجانب السياسي خلال نشاطاتهم الميدانية بالرغم من كون العامل الاقتصادي له أهمية قصوى في الوقت الراهن ولذلك ندعوهم جميعا إلى إبلاء الجانبين الاقتصادي والاجتماعي الأهمية اللازمة«. نفس الشيء ذهب إليه ممثل عن كنفدرالية المنتجين الصناعيين الجزائريين، وهي إحدى منظمات »الباترونا« المُشاركة في لقاءات الثلاثية، بقوله »لا نفهم كيف يتم تحضير وإعداد البرامج الاقتصادية لهذه الأحزاب دون استشارة المنظمات الاقتصادية النشطة في الميدان أو الإطلاع على الاقتراحات التي تُرافع من أجلها هذه المنظمات منذ سنوات«، موضحا بأن منظمته لم تتلق بدورها أي اتصالات من قبل أي حزب حول هذا الملف مبديا أمله أن يتم ذلك خلال الأيام المقبلة سيما من قبل الأحزاب الجديدة التي لا تزال لم تُعلن عن برامجها. أما ممثل الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية فدعا بدوره إلى ضرورة اهتمام الأحزاب بالبرامج الاقتصادية والاجتماعية والتفصيل في عرض هذه البرامج مثلما يتم القيام به في دول أخرى جازما في هذا السياق بأن العديد من الأحزاب الجديدة ليس لها برامج اقتصادية واضحة وهو ما يجعلها برأيه تتجاهل هذا الجانب وتكتفي بالعموميات حين التطرق إليه، كما انتقد مُحدثنا عدم إبلاء وسائل الإعلام بصفة عامة الاهتمام الكافي للبرامج الاقتصادية لهذه الأحزاب والاكتفاء بتغطية التجمعات وفقط. يُذكر أن بعض منظمات أرباب العمل رافعت مؤخرا لصالح المُشاركة القوية في التشريعيات المقبلة ودعت المواطنين لتجسيد ذلك لضمان ما أسمته »مستقبل البلاد« واصفة ما يذهب إليه البعض من أن الانتخابات لن تأتي بالجديد ب»الشيء الخطير«، مُحملة جزء من مسؤولية العُشرية السوداء إلى الذين لم ينتخبوا سنة 91 وهو ما أكده الأيام الأخيرة رئيس الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين، محند نايت عبد العزيز في حصة على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، هذا في وقت شدد فيه صويلح شعبان عن كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين بقوله » سنعمل على حث المواطنين بضرورة الخروج والمُشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة حتى نضمن مستقبل البلاد«.