كشفت الندوة الصحفية الأخيرة التي نشطها قادة تكتل الجزائر الخضراء الذي يضم حمس والإصلاح والنهضة، عن رغبة ملحة لرئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني لتصدر واجهة التيار الاسلاماوي في الجزائر، من تأكيده على الأهداف المستقبلية للتكتل ومنها حكم الجزائر بداية من تشريعيات 2012. يبدو أن رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، قد وجد ضالته في التحالف مع حركتي الإصلاح والنهضة، من حيث تسويق نفسه كبديل إسلاماوي لما هو قائم، وفي هذا الإطار تتحدث مصادر سياسية عن شروع الرجل فيما يشبه مفاوضات مع قادة الأحزاب الإسلاماوية لتزكيته كترشح للرئاسيات القادمة باسم الاسلامويين، وتضيف ذات المصادر أن الرجل تخلى عن ترشحه للتشريعيات المقبلة، فضلا على التزامه أمام إطارات حزبه بعدم ترشحه لرئاسة الحركة مرة أخرى مقابل تأييده وتزكيته لرئاسيات 2014 . إلا أن مراقبين لتطورات الحركة الاسلاماوية في الجزائر، يرون أن محاولة ابوجرة سلطاني قد تصطدم بمعارضة شديدة من قبل كل من جبهة العدالة والتنمية التي يقودها اعبد الله جاب الله وهو واحد ممن يصنفون أنفسهم في خانة» الشرعية التاريخية« للحركة الاسلاماوية في الجزائر، فضلا على منازعة جبهة التغيير التي يقودها مناصرة للمرجعية الفكرية الاخوانية لأبي جرة وحصولها على تأييد بعض تيارات الفيس المحل، إذ يرى مؤسسو جبهة التغيير أنهم البديل التنظيمي والسياسي للتيار الاسلاماوي. وهو ما يعني أن »أحلام« أبو جرة ستصطدم لا محال بهذين الحزبين اللذين اظهرا قوة شعبية رغم حداثة ميلادهما. ورغم حالة الغضب التي انتابت إطارات وقيادات في هياكل التكتل الأخضر، إلا أن من بين أسباب نجاحه هو الضعف الهيكلي لحركة الإصلاح اثر الأزمة التي عاشتها منذ أزيد من خمس سنوات وتراجع قواعد حركة النهضة بعد رحيل العشرات منهم إلى بيت جاب الله الجديد ونفس الشي مع حمس.. ومن هذا المنظور فان تربع أبو جرة على عرش التيار الاسلاماوي لن يكون محل إجماع كل قادة هذا التيار.