فشلت الاحزاب المنتمية للتيار الإسلامي في انشاء تحالف اسلامي وفق ما أعلنت عنه قيادة حركتي النهضة والاصلاح الوطني مؤخرا وذهبت الى تأكيد امكانية الدخول في المعترك الانتخابي لرئاسيات 2009 بمرشح واحد، ولعل ما يؤكد هذا الطرح تمسك حركة الاصلاح الوطني بالمشاركة في وقت قررت فيه قيادة النهضة عدم المشاركة فيما لم يعلن بعد عبد الله جاب الله مؤسس الحركتين عن موقفه من المشاركة. باتت الأمور واضحة بالنسبة للأحزاب المحسوبة على التيار الاسلامي، لا سيما بعد تراجع حركة النهضة عن المشاركة في الانتخابات، في وقت تمسكت فيه قيادة حركة الاصلاح الوطني بالمشاركة في انتظار تأكيد موقفها رسميا مطلع الشهر الداخل، مما يؤكد أن مشروع التحالف الاسلامي الذي اعلنت عنه الحركتين مؤخرا لن يرى النور على الأقل في الظرف الراهن. وكانت الأحزاب الاسلامية، وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم »حمس« بقيادة أبو جرة سلطاني قد حاولت توحيد صفوفها في اعقاب تشريعيات 2007 التي اكدت تراجع أحزاب التيار الاسلامي، وتم تنظيم 3 ندوات تحت اشراف »حمس« و»النهضة« و»الاصلاح الوطني« الا أنها لم تتوج باستحداث تحالف على شاكلة التحالف الرئاسي، ورغم ان سلطاني اكد بأن »حمس« مفتوحة على كل المبادرات مقرا بأن الجهود المبذولة لم تتوج بنتيجة ملموسة. وجاء التفكير في انشاء هيئة تجمع احزاب التحالف الاسلامي بعد ما سجلت هذه الأخيرة تراجعا كبيرا في الساحة السياسية قد يكون سببه الرئيسي الانشقاقات الداخلية اذ أن حركة الاصلاح الوطني تأسست على انقاض حركة النهضة المؤسستين من قبل الشيخ جاب الله الذي انشأ النهضة ودخل تحت لوائها رئاسيات 1999 وبعد انشقاق داخلي قرر الانسحاب منها ودخل رئسيات 2004 بحزب جديد اسسه ويتعلق الأمر بحركة الاصلاح الوطني الذي حقق نتيجة إيجابية اكد فيها الوعاء الانتخابي الذي تحصل عليه في ,1999 في وقت سجلت فيه النهضة تراجعا كبيرا. لكن جاب الله لم يعمر طويلا بحركة الاصلاح الوطني التي لم تسلم على غرار النهضة من التصدعات الداخلية بعد ما دب الشقاق في صفوفها وانتهى الأمر بالمتخاصمين في العدالة التي فصلت لصالح المنشقين وآلت القيادة لمحمد بولحية وجهيد يونسي في حين يسير فاتح ربيعي شؤون حركة النهضة. واذا كانت حركة الاصلاح الوطني التي يبدو انها لن تتبع نهج النهضة وستشارك حفاظا على موقعها في الساحة السياسية لا سيما وان المقاطعة التي اعتمدتها بعض التشكيلات السياسية على غرار »الارسيدي« و»الأفافاس« اثبتت عدم نجاعتها وتأثيرها العكسي حيث ادت الى الاقصاء الذاتي في كثير من الحالات، فان جاب الله الذي لم يفوت الرئاسيات الأخيرة لم يبد موقفه بعد وان رجحت بعض المصادر ترشحه، كونه حريص على المشاركة ولعل ما يشجعه الوعاء الانتخابي الذي يحصل عليه في كل مرة مهما كانت التشكيلة التي يقودها. ------------------------------------------------------------------------