اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خبير العلوم الأمنية أحمد عظيمي، أمس، أن النفاق السياسي صفة لصيقة بالإسلاميين، مؤكدا أن أقطاب التيار الإسلامي في العالم العربي عامة، وبالجزائر خاصة، يدّعون تطبيق الإسلام مقابل عيشهم في فساد غير أخلاقي مُنقطع النظير يُظهر مدى تناقضاتهم. توقّف الدكتور عظيمي خلال تنشيطه ندوة بمركز البحوث الأمنية والإستراتيجية تحت عنوان »الإسلاموية وتحديات العصرنة«، أمس، مطولا عند حظوظ فوز الإسلاميين بفعل موجة الثورات العربية كضريبة فرضتها الشعوب مجبرة غير مخيرة، قائلا »الإسلاميون المشاركون في الحكم في الجزائر يفتقدون إلى العديد من النماذج التي جاء بها القرآن والسنة الداعية إلى الاجتهاد، والحفاظ على المال العام وغيرها من الأمور التي تدعو إلى بقاء الدولة وتحقيق مصالح الجميع«. واستدلّ المحاضر بالفضائح وتقارير الفساد التي ارتبطت بوزراء يُحسبون على التيار الإسلامي في الجزائر، في إشارته إلى وزراء »حمس«، خصوصا قطاع الأشغال العمومية والسياحة، وتابع »هناك إسلام واحد لكن توجد العديد من الإسلاماويات، الظاهرة في الأحزاب السياسية التي تسمي نفسها بالإسلامية، تدعي تطبيق الإسلام ولكنها فاسدة أخلاقيا«، قبل أن يتساءل »ألا يمكن أن نصل إلى تطبيق عقيدة دينية ثابتة في كل المجالات السياسية تكون مستمدة من القرءان؟«. وعاد الدكتور عظيمي إلى الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السياسية المرتبط بالتشريعيات حيث قال »هناك نظام سياسي ثابت في الجزائر لأن الحركات الإسلامية ليست جديدة، أما ظهورها في العالم كان للتمرد على الأنظمة القائمة«، مشيرا إلى أن ظهور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ارتبط بالرد على الاستعمار في تلك المرحلة التي عملت فيها فرنسا على إفقاد الجزائري هويته، فهل نحن أمام من يتبنون الإسلاموية كفكر لإفقاد الجزائري لجزائريته من جديد؟« يتساءل عظيمي. ولم يخف عظيمي تخوفاته من خطابات الإسلاميين التي وصفها ب »المستفزة«، مؤكدا أنه »بقراءات بسيطة لأفكارهم السياسية، يتجلى اختلافهم عن باقي القراءات الأخرى، لأن الفكر السائد عندهم تحريم الوطنية والسعي لتحقيق الخلافة الإسلامية وهذا ما كان ينادي به علي بن حاج في التسعينيات، عندما كان يعرض برنامج الحركات الإسلامية«. وعرج أستاذ العلاقات الدولية على النموذج الإسلامي الخليجي الذي »يرفض النقد، بالمقابل يدعون تطبيق الإسلام ويعيشون في فساد أخلاقي غير مسبوقّ، سرعان ما تكشفه التقارير الصحفية الغربية في عدة أشكال تبين مدى الخبث«. هذا الموقف هناك من يتقاطع معه من الحاضرين في الندوة، حيث أجمع العديد من الأكاديميين أن الإسلاميين عبر العالم اشتهروا بصفة »النفاق السياسي« خدمة لمصالحهم وتحقيق أغرض سياسية للوصول إلى السلطة، مبرزين وعود الإسلاميين الذين ينتمون إلى حركات الإخوان المسلمين بمصر خلال بداية الثورة بعدم الترشح للرئاسيات، لكنهم ترشحوا فيما بعد بالجملة، وهو ما يفضح سلسلة خطاباتهم.