اختطف مساء أول أمس، مسلحون يرجح انتماءهم لتنظيمات »جهادية« مقربة من تنظيم القاعدة، رعية سويسرية في بلدة تومبوكتو، هذا فيما أكد الرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز استعداد بلاده للقيام بعملية عسكرية بشمال مالي، مضيفا بأن نواكشوط تعارض قيام دولة مستقلة في شمال مالي، إلا أنها تؤيد في المقابل منح الأزواد حكما ذاتيا في هذه المنطقة. نقلت مصادر وصفت بالمطلعة عن شهود عيان أن مجموعة من المسلحين ترتدي لباسا معروفا لدى المجموعات الإرهابية التي تنشط بمناطق الساحل الصحراوي، قامت عشية أول أمس الأحد باختطاف رعية سويسرية تسمى بياتريس في حي ابارادجو بتومبوكتو، رفضت مغادرة البلدة بعد سقوطها بأيدي متمردي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، فضلا عن حركة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا المقربتين من القاعدة، واستنادا إلى أحد سكان البلدة فإن رجالا مسلحين يعتمرون عمامات خطفوا المرأة السويسرية التي تقول عدة مصادر بأنها مبشرة كانت تعيش في البلدة منذ سنوات وتتحدث عدة لغات محلية، وقال ساكن في البلدة لوكالة الأنباء البريطانية »رويتر«: »أنها معروفة في البلدة، كانت تتحرك فيها محاولة إقناع الناس بتغيير ديانتهم إلى المسيحية«. ولم تؤكد سويسرا رسميا خبر الاختطاف، علما تومبوكتو التي اشتهرت لقرون بأنها بلدة تجارية رئيسية في الصحراء ومركز للتعليم الإسلامي، تحولت إلى مقصد سياحي بارز في مالي، لكن انعدام الأمن في السنوات الأخيرة بما في ذلك خطف عدة أجانب هناك على أيدي تنظيم القاعدة، ترتب عليه انخفاض شديد في أعداد الزائرين، يشار أيضا إلى أن العديد من الرعايا الغربيين سواء كانوا من السلك الدبلوماسي، أو من السياح غادروا شمال مالي قبيل سقوط هذه المنطقة بيد المتمردين. وجاء اختطاف الرعية السويسرية ليضاف إلى ستة رعيا فرنسيين يحتجزهم الفرع المغاربي للقاعدة بمنطقة الساحل الصحراوي، فضلا عن قنصل الجزائر بغاو بشمال مالي وستة من معاونيه تم اختطافهم من قبل مجموعات إرهابية تابعة لما يسمى بالحركة من أجل التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا التي طالبت مؤخرا في شريط مصور عبر الفضائية القطرية »الجزيرة« الجزائر إلى فتح مفاوضات معها من أجل إطلاق سراح دبلوماسييها المختطفين. وأوضح الرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز أن نواكشوط على أتم الاستعداد للمشاركة في أي عمل عسكري ضد الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الناشطة في إقليم أزواد شمال مالي، وقال ولد عبد العزيز في حديث لإذاعة فرنسا الدولية بثته مساء أول أمس الأحد، إن بلاده لا تخطط »في الوقت الحالي« لعمل عسكري من ذلك القبيل، وإنه لم يتم تحريك أي من وحدات الجيش الموريتاني المرابطة على طول الحدود بين البلدين، إلا أنه أضاف »نحن مستعدون للمشاركة في أي تحرك عسكري تقرر دول الساحل (مالي والجزائر والنيجر) أو الاتحاد الأفريقي القيام به ضد تنظيم القاعدة والحركات المنضوية تحت لوائه في منطقة أزواد«، مؤكدا بأن من سيحارب القاعدة عليه معرفة أنه سيواجه عدوا مختلفا عن السابق من حيث التجهيزات العسكرية والأسلحة، كما أنه أصبح لديه أرض يتحرك فيها بحرية، وهي إشارة صريحة إلى القوة التي أصبحت بيد المجموعات الإرهابية بفضل السلاح الليبي الذي تدفق على المنطقة، وبفضل الوضع القائم في شمال مالي بعد انسحاب الجيش النظامي. ودعا الرئيس الموريتاني إلى التفاوض مع الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وعدم الدخول في أي شكل من أشكال التفاوض مع حركة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد لعلاقتهما بالقاعدة، وقال ولد عبد العزيز أن »موريتانيا كانت تنفذ عمليات عسكرية في السابق ضد معسكرات للقاعدة داخل الأراضي المالية كعمل استباقي لدرء أي تهديد لأراضيها«، وأنها ستقوم بتلك العمليات »كلما وجدت ذلك ضروريا لحماية أراضيها«. ورغم معارضته لفكرة إقامة دولة في إقليم أزواد، أعلن الرئيس الموريتاني بأن بلاده لا تمانع منح السكان في شمال مالي حكما ذاتيا وتسوية مطالبهم المتعلقة بالهوية وبالتنمية التي، وحسب قوله، » أهملتها الحكومة المالية في السنوات الماضية، كما لم يتم تطبيق الاتفاقيات بين باماكو والمتمردين التوارق«، معترفا بوجود قيادات من التوارق الأزواد بنواكشوط، وإن زعم بأن وجودهم هو بصفتهم مواطنين ماليين فقط فروا من المعارك الدائرة في شمال البلاد.