كشف الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين عن مشاركته في الاستحقاقات التشريعية المقبلة على أمل أن تتماشى وطموحات هؤلاء، مؤكدا أن القرار جاء حبا في الجزائر وعرفانا لمجهودات رئيس الجمهورية، مشيرا في ذات السياق إلى التهميش الذي تعرفه هذه الشريحة في مختلف مجالات الحياة بعد خمسين سنة من الاستقلال، معيبا عزوف بعض الأحزاب عن إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في قوائمهم الانتخابية ما يؤكد انعدام تمثيلها في الغرفة السفلى للبرلمان الجزائري. أكد الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين المشاركة القوية له في الانتخابات التشريعية المقبلة في خطوة يضرب من خلالها هؤلاء أروع الأمثلة في المواطنة وحب الجزائر، وكذا اختيار الممثلين الذين تتوفر لديهم الكفاءة للتعبير عن انشغالاتهم وطموحاتهم للغرفة السفلى للبرلمان الجزائري حسب ما جاء في بيان تلقت» صوت الأحرار« نسخة منه. وأشار ذات البيان إلى أن هذا القرار النابع من الإرادة الحقيقية لهذه الشريحة جاء نتيجة الوعي الذي يتمتع به المعوق الجزائري كغيره من أفراد هذا المجتمع رغم أنه يعيش وضعية مزرية ويعاني من التهميش التام في مختلف مجالات الحياة سواء كانت الاجتماعية والاقتصادية وكذا السياسية معيبا التعامل معه على أساس أنه فرد يحتاج فقط إلى بعض الامتيازات التي تمنحها الدولة على قلتها لا غير. مضيفا أنه رغم مرور خمسون سنة من الاستقلال إلا أن وضعية المعاقين مازالت تراوح مكانها حيث يطالب هؤلاء اليوم أكثر من أي وقت مضى بالإدماج الكلي في المجتمع وفي مختلف الميادين، مشيرا إلى أن المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أصبحت لا تتماشى مع تطلعات المعوق الجزائري الذي تمكن من خلال الإمكانيات الذهنية والفكرية والإرادة القوية التي حباه الله بها أن يقتحم جميع المجالات ويثبت قدرته على مواجهة العراقيل والصعوبات التي تواجهه في مسيرته سواء كانت اليومية أو المهنية. كما تطرق البيان إلى المساهمة المستمرة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء هذا الوطن من خلال المشاركة الفعالة في مختلف الاستحقاقات الوطنية، مشددا على التوافد يوم العاشر ماي بكثرة على صناديق الاقتراع، وهذا حبا في الجزائر وعرفانا بجميل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، رغم أن تمثيل هؤلاء فيها يكاد يكون منعدما وهذا ما يدل على غياب ثقافة التعامل والاستثمار في قدراتهم من طرف الأحزاب السياسية . وعبر الاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين حسب ما جاء في البيان عن استيائه من رفض بعض الأحزاب ترشيح المعوقين ذوو الكفاءات، فيما لجأ البعض الآخر إلى استخدامهم كديكور لتزيين قوائمه لا غير، بينما لم يتوانى آخرون في إدراج مادة ضمن قانون الترشح الأساسي له تمنع ترشح هذه الفئة لمختلف هياكل حزبه، معربا رغم ذلك عن مشاركته في الانتخابات التي يطمح أن تأتي بالتغيير المرجو لهذه الشريحة التي تتخبط في مشاكل لا حصر لها.