شدد أمس المشاركون في اليوم البرلماني حول ترقية المنظومة القانونية للمعاق في ظل الإصلاحات الوطنية على ضرورة مراجعة قانون المعاقين، وتدارك النقائص والإجحاف الذي يمس هذه الشريحة على جميع الأصعدة ومن حيث التكفل الأحسن، وانتقدوا غياب تسهيلات كي ينشط المعاق في التشكيلات السياسية ويترشح في القوائم الانتخابية ويتموقع في الهيئات التنفيذية على اعتبار أن بعض الأحزاب تشترط السلامة من العيوب الجسدية لتولي المناصب القيادية، وبالموازاة مع ذلك يتم التحضير لإجراء تحقيق معمق ودقيق يتوج بإحصائيات دقيقة تحدد حجم هذه الفئة في الجزائر، والتي تناهز 750 مليون معاق في العالم أي تمثل نسبة ال 10 بالمائة من السكان . رافع عبد القادر بلقاسم قوادري رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، مشرحا مواطن الخلل ومسلطا الضوء على النقائص التي تجعلنا نستمر في إجحافنا في حق هذه الشريحة، واعترف قوادري بأن قانون المعاق الحالي رقم 0209رغم ايجابياته إلا انه صار يحتاج إلى مراجعة بفعل الإصلاحات التي تعرفها الجزائر في جميع المجالات ونزولا عند طلب هذه الفئة واتصالها بالهيئة التشريعية. ووقف رئيس لجنة الصحة على سلسلة من النقائص التي يجب تداركها لإنصاف المعاق في صدارتها ضرورة تكريس الوقاية من الإعاقة والتقبل الأسري للإعاقة والرياضة والترفيه وتفعيل تكوين المعاق، وتأسف كون منحة المعاق مازالت لا تتجاوز حدود ال 4000 دينار ورفعها إلى سقف ال 10000 دينار، منتقدا تجاهل المعاق في تصميم الهياكل العمرانية وغياب أروقة وممرات المعاق في العمارات والمحلات والمؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية والخدماتية والترفيهية داعيا وزارة السكن التكفل بهذه المسألة . وتطرق قوادري إلى الصعوبات التي يواجهها المعاق في اقتحام الحياة السياسية حيث لا يجد أي تسهيلات للانخراط في الأحزاب والنضال في صفوفها والترشح في قوائمها وتصدر الهيئات التنفيذية فيها، كون بعض التشكيلات السياسية تشترط السلامة من العيوب الجسدية لتولي المناصب القيادية، إلى جانب إشارته إلى الخلل المسجل في منظومة التشغيل، على اعتبار أن العديد من مدراء المؤسسات يرفضون توظيف الأشخاص المعاقين . وخلص رئيس لجنة الصحة قوادري إلى القول أن الإصلاحات التي خاضتها الجزائر في جميع الميادين تتطلب إعادة النظر في القانون 0209ومراجعته بشكل ينصف المعاق. وأكد الدكتور محمد نبيل رزاق رئيس الإتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين أن النصوص التشريعية الخاصة بالمعاق لا تتماشى في الوقت الراهن مع تطلعات هذه الفئة، وكون المعاق الجزائري يرفع التحدي على جميع الأصعدة، وحان الوقت كي يساهم بقوة في جميع المجالات حتى يقضي على أي محاولة ممكن أن تهمشه، وذهب إلى القول أنه يجب أن تغير الذهنيات حتى تفتح الأبواب في وجه المعاقين . واعترف نبوي علي مدير مركزي بوزارة التضامن بعدم وجود إحصائيات دقيقة عن حجم فئة المعاقين في الجزائر وكشف عن الانطلاق في إجراء تحقيق وطني لن يكون جهويا حيث سيسلط الضوء فيه على كل ولاية ليكون معمقا ودقيقا يشرف عليه مكتب دراسات عمومي ويتولى مهمة التحقيق خبراء أجانب وجزائريين . بينما الدكتور مسعود توافق أخصائي في الأمراض والأوبئة بالمستشفى الجامعي بالبليدة قدر عدد المعوقين في العالم بنحو 750 مليون شخص يعانون من الإعاقة ويسجلون نسبة 10 بالمائة، وتحدث عن حوادث المرور التي أوضح أنها تتسبب في إصابة 4500 جريح سنويا عبر كامل التراب الوطني، بمعدل 70 جريحا يوميا.