عارض الوزير الأول أحمد أويحيى تسمية تكتل الجزائر الخضراء ب »التحالف الإسلامي«، ورفض تبني تعبير »إسلاميين«، قائلا »نحن جميعا مسلمون، والدولة حامية الإسلام كما أننا دفعنا فاتورة جدا ثقيلة جراء استغلال الدين في السياسة«، وفي سياق آخر، هاجم المشككين في نزاهة الاستحقاقات القادمة، وأوضح أن التصويت ليس »دعما للنظام أو لحزب أو تيار، بل خدمة للديمقراطية«، معتبرا حضور المراقبين الدوليين لانتخابات 10 ماي سنّة سياسية منذ عام 1995. خاض الوزير الأول أحمد أويحيى في حوار مع صحيفة »عكاظ« السعودية نشر، أمس، في موضوع الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها يوم 10 ماي المقبل، حيث قال »إن عملية الانتخاب ستدخل في مسار ليس هو بداية التعددية، إذ أن هذا الموضوع مجسد في الجزائر منذ 20 عاما«، وأوضح أن الجزائر عرفت عديد من الانتخابات والأحزاب تعودت عليها، مشيرا إلى وجود حرية إعلامية في »جو تعددي«. واعتبر الوزير الأول في هذا السياق، الاستحقاقات القادمة غير خارقة للعادة، إلا أنه ذكر بالمشاركة الواسعة لأحزاب تدخل المعركة الانتخابية لأول مرة، وأشار إلى الأجواء العالمية والإقليمية، قائلا »لكن لا نتوقع أن تكون الانتخابات انتقامية، فلا يوجد في الجزائر فئة أو شريحة معزولة أو محرومة من الحقوق، أو الحياة السياسية في البلاد. ولا توجد هناك شريحة أو فئة معزولة عن مسار التنمية، كما أن خيرات البلاد توزع بالقسطاس، والصراع الدائر هو صراع أفكار وبرامج ضمن احترام خيمة الجمهورية وأركان الدستور وقوانين البلاد«. وعلّق أويحيى على سؤال يتعلق بحضور المراقبين الدوليين بالقول »اللجوء إلى الرقابة الدولية على الانتخابات شيء يضاف إلى الوسائل الوطنية وليس جديدا على الجزائر«، وذكر أن أول انتخابات رئاسية عام 1995 في قلب الأزمة التي عاشتها البلاد شارك فيها مراقبون دوليون، وكذلك الجامعة العربية، ومنظمة الوحدة الأفريقية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، واصفا ذلك ب »السنة سياسية«. وذكر الوزير الأول بمراقبة الأحزاب السياسية والمترشحين للعملية الانتخابية من خلال ممثليهم في مكاتب الاقتراع والضمانات التي وفرتها السلطات لإضفاء المصداقية على الاستحقاقات عبر توفير صناديق شفافة، واستخدام المداد الذي لا يزول، منتقدا المشككين في نزاهتها بالقول إن »الخطاب عندما يطغى عليه التشكك والانتقاد لا يشكل دافعا قويا للمواطن للذهاب إلى الصناديق. والذهاب للصناديق ليس دعما للنظام أو لحزب أو تيار، بل خدمة للديمقراطية والشأن المشترك« وعارض أويحيى تسمية »الإسلاميين« ردا على سؤال يتعلق ب»تكتل الجزائر الخضراء«، حيث قال »نحن جميعا مسلمون، ونرفض تعبير إسلاميين، فنحن شعب مسلم وجميعنا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، عدا فئة صغيرة من المسيحيين وربما اليهود. وفي الجزائر من نعم الله أننا من مذهب واحد، وفي الدستور الجزائري؛ الإسلام دين الدولة وحامي الإسلام هو الدولة، وخادم الإسلام هو الدولة، والإمام موظف عند الدولة بمعنى أن استغلال الدين شيء مرفوض قانونا«. وأكد الوزير الأول عدم وجود حزب في الجزائر يحمل كلمة إسلامية، واعتبر ذلك» ليس رفضا للإسلام، بل حماية وحرصا على الإسلام«، مذكرا بالفاتورة التي دفعتها الجزائر بسبب استغلال الدين في السياسة، بعدما وصف إياها ب »جد الثقيلة«، مشيرا إلى أول تحالف سياسي في الجزائر عقب انتخابات 1995، موضحا أن الهدف منه هو تجاوز فكرة الصراعات والتصنيفات. وبعد أن كشف أن عدد الأحزاب الإسلامية يصل إلى 10، رأى أويحيى أن »تكتل الجزائر الخضراء لم يغير »جذريا ساحة المنافسة السياسية«، مضيفا بالقول »العلم لله والقرار للشعب«. واستبعد الوزير الأول حدوث ما يسمى »الربيع العربي« في الجزائر، وقال إن للبلاد خصوصيتها، بعدما ذكّر بفترة الحكم التي لم تصل إلى 30 سنة في الجزائر وكذا وتيرة التنمية التي تعرفها بالتساوي في كل مناطق الوطن، ناهيك عن توفر الحريات السياسية والإعلامية بعد بركان 1988«. ورد أويحيي على سؤال يتعلق بغموض موقف الجزائر تجاه الأزمة السورية بالنفي، وقال »الشيء الوحيد الذي تحفظنا عليه هو الإسراع بالعقوبات، والخروج من البحث العربي، مذكرا بمبدأ الجزائر القائم على عدم التدخل في شؤون الدول. وأبدى الوزير الأول عدم اطمئنانه للتدخل الأجنبي ونتائجه في سوريا، قائلا »لسنا طرفا مع النظام أو ضد الشعب السوري«، وأبرز موقف الجزائر المتمثل في الحل السياسي، داعيا إلى إيقاف سفك الدماء. وأكد أويحيى دور بلدان أجنبية فيما يحدث في العالم العربي بعدما ذكر بنشاط هنري برنار ليفي في ليبيا، مضيفا بالقول »في الجزائر هناك من يحاول أن يحرك شبابنا، ربما بسبب مواقفنا السياسية أو السيادة الاقتصادية فالمصالح واسعة لكل بلد«.