لم يخف المحلل السياسي أحمد عظيمي في حوار ل»صوت الأحرار« تهكمه من الشرط الذي تضعه الأحزاب الممثلة للتيار الإسلامي ومنها تكتل »الجزائر الخضراء« للاعتراف بنزاهة الانتخابات المقبلة، وهو أن تفوز بالأغلبية، واعتبر هذه الأحاديث تبرير مسبق للفشل لأن هذا التيار فقد الكثير من وزنه ومكانته في الجزائر، وقال إن الناخبين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع وفي أذهانهم صور العنف التي عاشتها الجزائر، فضلا عن أن هذا التيار شارك في الحكم منذ سنة 1997 ولم يكن ليختلف عن غيره. سألته: سميرة. ب *يربط بعض أحزاب التيار الإسلامي ومنهم تكتل »الجزائر الخضراء« نزاهة الانتخابات القادمة بحصولهم على الأغلبية، ما تعليقكم؟ **هذه الأسطوانة تذكرني بحكاية قديمة ترويها لنا الجدات وهي حكاية الطفل الذي يهدد بالقول»فولتي ولا نبول في الكانون« بالنظر لصعوبة إشعال نار الكانون آنذاك، هذا التيار يضع اليوم شرط أن يحصد الأغلبية ليعترف بنزاهة الانتخابات، مع توضيح بسيط أن هذا التكتل يصدق عليه قول »استنجد فريق بفريق«. حركة مجتمع السلم فقدت الكثير من مناضليها وإطاراتها في القواعد ومن زخمها النضالي وكان الحلّ أن تتحالف مع حزبين صغيرين لتوهم الناس أنها أصبحت قوة سياسية كبيرة، والمؤكد أن التزوير في حال حدوثه لن يكون ضحاياه لن يكونوا من التيار الإسلامي، بل من التيار الوطني. ** لأن التيار الإسلامي هو تيار بازار لا يهدد مصالح مافيا الفساد، بينما التيار الذي يخيف فعلا والذي قد تكون هناك محاولات لقطع الطريق أمامه هو التيار الوطني من المخلصين والمتمسكين بمبادئ أول نوفمبر الذين يريدون بناء دولة جزائرية عصرية. * ألا يبدو الحديث من قبل التيار الإسلامي عن التزوير أصبح أسطوانة مشروخة في ظل الديناميكية السياسية التي تشهدها الجزائر وخاصة فيما يتعلق بترسانة القوانين والإجراءات التي من شأنها ضمان إجراء انتخابات شفافة ونزيهة..؟ ** ليس الأمر بهذه السهولة، فقد كانت هناك مطالب بحكومة تكنوقراطية للإشراف على الانتخابات ننتظر اليوم من رئيس الجمهورية أن يصدر لائحة تضع آليات عملية لمنع التزوير والمعاقبة الآنية لأي مزور لأن التزوير إذا حدث في تشريعيات ال10 ماي نتائجه ستكون خطيرة على استقرار البلاد وأمنها. * ما تحليلكم لاتهامات تكتل »الجزائر الخضراء« للحكومة بالتزوير بينما جزء من هذا التكتل ممثلا في حمس هو جزء من الجهاز التنفيذي؟ ** هذه هي المفارقة، حمس جزء من الحكومة ووزرائها لم يبرهنوا أنهم أفضل من بقية الوزراء وهذا يقود إلى القول أن في الجزائر لا يوجد جزائري أكثر إسلاما وإيمانا من جزائري آخر، وإنما هناك جزائريون يستغلون الدين لإيهام الناس أنهم ملائكة وعندما يصلون إلى الحكم يتصرفون في البلاد وكأنها ملك مباح، لأن هؤلاء لا يؤمنون بالوطن ولا بالوطنية بل لهم إيمان بشيء آخر يتجاوز الوطن. * بعض قادة هذا التكتل ذهب بعيدا في موضوع التهديد والوعيد إلى درجة التلويح بسيناريوهات العنف، كيف تنظرون لهذا التحرك؟ ** الحديث عن العنف والتلويح بالشارع مسألة خطيرة والأخطر أن تصدر من حزب سياسي، الشعب الجزائري عانى كثيرا من العنف وغير مستعد للمعاناة من جديد، وأي تغيير يستعان فيه بالعنف يقود إلى سيناريو مماثل لما يحدث في ليبيا وسوريا فالتغيير لا بد أن يكون بطرق سلمية. ومن غير المعقول والمقبول أن يصدر التهديد بالعنف من حزب سياسي يدّعي أنه يتبنى الإسلام. * هل يمكن قراءة تحركات التيار الإسلامي وتحديدا تكتل »الجزائر الخضراء« وربطهم لنزاهة الانتخابات بحصولهم على الأغلبية بأنها مجرد مناورة استباقية لتبرير فشلهم في الانتخابات التشريعية المقبلة؟ **المؤكد أن التيار الإسلامي فقد الكثير خلال ال20 سنة الأخيرة، والمؤكد أيضا أن الجزائريين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع وفي أذهانهم صورا عن العنف الذي عايشوه في السنوات الماضية، والمعطى الثاني أن هذا التيار قد شارك في الحكم منذ سنة 1997 والرأي العام قد لاحظ أن هؤلاء عندما يكونون في السلطة ليسوا أفضل من غيرهم، وثالثا أن هذا التيار في الجزائر لا يملك نخبا على غرار تونس والمغرب كما أنه لا يملك برنامجا وطنيا واضح المعالم وتصورهم عن الدولة هو تصور غير محدّد، لذلك ولكل هذه المعطيات هم يدركون، خاصة في ظل الانقسامات التي حصلت في صفوفهم أن النتائج لن تكون كما يتوقعون لهذا بادروا بالحديث عن التزوير لتبرير الفشل.