يشرع غدا المرشحون للسباق التشريعي ومن ورائهم ما يفوق 40 تشكيلة سياسية بشكل رسمي في حملة الترويج لبضاعتهم الانتخابية لاستقطاب أصوات الناخبين في تشريعيات ال10 ماي المقبل، وفيما اختلفت خيارات قادة الأحزاب السياسية حول مكان تدشين حملته الانتخابية فإن الاتفاق كان جماعيا على اختتامها من العاصمة، لما لمعركة العاصمة من أهمية خاصة فهي تحتكر 37 مقعدا وتحصي ما يقارب 2 مليون ناخب. بعد تجاوزها معركة قوائم المترشحين وتداعياتها تستعدّ الأحزاب السياسية وقوائم المترشحين الأحرار بداية من الغد للمعركة الأهم وهي مواجهة المواطنين في حملة انتخابية لمدة 3 أسابيع طلبا لأصوات الناخبين منهم واستعمال كل الطرق والوسائل القانونية لإقناعهم بما يعرضونه من بضائع سياسية ووعود انتخابية، ولعلّ الجديد في الحملة الانتخابية لتشريعيات ال10 ماي هو عدد المتنافسين فيها من أحزاب بلغ عددها ال44 تشكيلة سياسية يضاف إليها قوائم المترشحين الأحرار وهو ما سيجعل المنافسة شرسة على أصوات ما يقارب 10 مليون ناخب جزائري. وكثيرا ما انقسمت خيارات الأحزاب السياسية بين تدشين الحملة الانتخابية من العاصمة أو الاختتام منها لما لمعركة العاصمة من أهمية خاصة سياسية وانتخابية، من الناحية الانتخابية لأنها تحصي أكبر عدد المقاعد في الدوائر الانتخابية، 37 مقعدا، وأكبر عدد من الناخبين يقارب 2 مليون ناخب كما تحصي 617 مركز انتخاب، أما من الناحية السياسية فتجمع العاصمة هو استعراضي بالدرجة الأولى تستغله القيادات الحزبية لتمرير رسائل للمنافسين من خلال قدرتها على التعبئة الشعبية، كما يحرص كل حزب سياسي على تخصيص ورقته الرابحة أو »الجوكر« لتصدر قائمة العاصمة لأنه المرشح حتما مثلما جرت عليه الأعراف لرئاسة البرلمان بالنسبة للأحزاب المتنافسة على الأغلبية البرلمانية، ومن القيادات الحزبية من يحرص على خوض معركة العاصمة بنفسه كما هو الحال لزعيمة حزب العمال. واللافت في خيارات التشكيلات السياسية المعلن عنها لحد الآن عشية انطلاق الحملة الانتخابية أن أغلبها بات يفضل إرجاء معركة العاصمة إلى آخر يوم في الحملة الانتخابية على غرار ما فعل كل من الحزب العتيد الذي فضل تدشينها من الجنوب الكبير وبالضبط من إيليزي وتمنراست وأدرار وتندوف وبشار، حيث سينشط الأمين العام عبد العزيز بلخادم تجمعات شعبية في الولايات ال5 يومي الأحد والاثنين على أن يختتمها من العاصمة، الخيار نفسه ذهب إليه شريكه في التحالف الرئاسي، التجمع الوطني الديمقراطي الذي أعلن في السابق عن تدشين حملته الانتخابية من العاصمة قبل أن يعود ويغير إستراتيجيته الانتخابية من خلال اختتام ال46 تجمعا شعبيا ينشطها الأمين العام احمد أويحيى بتجمع العاصمة المرتقب يوم 6 ماي المقبل في الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار عن الحملة الانتخابية. ولم تبتعد خيارات الإسلاميين كثيرا عن إستراتيجية إرجاء معركة العاصمة إلى اليوم الأخير من الحملة الانتخابية ومنهم عبد الله جاب الله رئيس حزب التنمية والعدالة الذي اختار الغرب الجزائري، لتدشين حملته من تيارات على أن يختتمها من العاصمة، أما جمال بن عبد السلام أمين عام حزب الجزائرالجديدة الذي اختار عاصمة الشرق الجزائريقسنطينة مدينة عبد الحميد ابن باديس لتدشين الحملة الانتخابية خاصة في ظل تزامن المناسبة مع يوم العلم فإنه سيختتمها هو الآخر من العاصمة. بالنسبة لتكتل الجزائر الخضراء الذي يضم كل من حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح والذي برمج 4 تجمعات جهوية تنشطها القيادات الثلاث مجتمعة إلى جانب التجمعات الولائية، فقد اختار العاصمة لمحطتين متتاليتين، الأولى قبل الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية أمس الجمعة في تجمع أطلق عليه شعار »جمعة الزحف الأخضر«، قبل أن تبادر قيادة التكتل بتكييف التجمع مع وفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة ويتحول »جمعة الزحف الأخضر« إلى وقفة لتوديع أول رئيس للجزائر، على أن يعود التكتل مجددا إلى العاصمة يوم 6 ماي في آخر تجمعاته للحملة الانتخابية، الخيار نفسه لجبهة التغيير التي يقودها القيادي السابق في حمس عبد المجيد مناصرة، ستدشن الحملة الانتخابية من أهم معاقل حمس وهي مدينة الورود، مسقط رأس مؤسس الحركة محفوظ نحناح على أن تختتمها من العاصمة.