أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة إلى المتفوقين في شهادة البكالوريا أن الغاية من مسار الإصلاحات في المنظومة التربوية هو إحداث التغيير المنشود في المدرسة الجزائرية من أجل تكوين مواطن قادر على التحكم في التكنولوجيات الحديثة لضمان تنمية مستدامة وتوظيفها في تحقيق الرخاء الاجتماعي. س.ب أشاد رئيس الجمهورية في رسالته التي وجهها أمس إلى المتفوقين في شهادة البكالوريا والتي تمت قراءتها في مختلف ولايات الوطن في تكريمات أقامتها المصالح الولائية على شرف المتفوقين بحضور أعضاء من الطاقم الحكومي، بما حققه هؤلاء التلاميذ من إنجازات، قائلا: "إنكم اليوم تقطفون ثمرة النجاح التي غرستم بذرتها بمثابرتكم وبجدكم واجتهادكم وتنعمون بالفرح والسعادة وتتذوقون حلاوة الفوز بالمراتب المتقدمة فيه بعد سنوات من التحصيل العلمي والاغتراف من معين المعرفة الذي لا ينضب". وأشار بوتفليقة إلى ما يمثله هذا النجاح والتفوق بالنسبة للوطن بالقول "أمتكم فخورة بكم أنتم ذخر الوطن العزيز المفدى لأنكم تمثلون حاضره النير ومستقبله المشرق ولأن التقدم الذي يشهده العالم في كافة المجالات يبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أن لا سبيل إلى التقدم إلا عن طريق التكوين والمدرسة التي تستثمر وترقي كل الأداءات في سبيل بناء الإنسان باعتباره الثروة المتجددة والمتنامية التي لا تنضب والتي هي صانعة لكل الثروات". وتوجه رئيس الجمهورية في رسالته إلى المتفوقين بقوله: "هنيئا لكم أيتها التلميذات النجيبات والتلامذة النجباء على حصادكم الوفير"، مشيرا أن "أفضل ما نرجوه لكم من العلي القدير أن يسدد خطاكم ويوفقكم فيما أنتم مقبلون عليه من الدراسة والتحصيل وأن يجعل الفوز حليفكم على الدوام في معترك حياتكم المستقبلية". وأضاف بوتفليقة "إن فوزكم هذا هو مكافأة لكم على كدكم ولأوليائكم على أخذهم بأيديكم ومرافقتكم طوال مساركم الدراسي ولأساتذتكم الذين أخلصوا في عملهم معكم بعزيمة وتفان"، وأضاف أن هذا التفوق هو أيضا "ثمرة الجهود التي مافتئت تبذلها الدولة الجزائرية لتجسيد مبدأ ديمقراطية التعليم على أرض الواقع وتسخر كل ما لديها من وسائل وإمكانات لتطوير التربية والتعليم وإقامة مدرسة جزائرية متجذرة ومتطلعة إلى الحداثة تحدوها على ذلك طموحات أمة تواقة إلى الرقي الاجتماعي والازدهار الاقتصادي". وقد اعتبر الرئيس بوتفليقة في هذا السياق أن "المؤسسة التربوية - بعد الأسرة- هي الفضاء الأنسب والأمثل الذي يكتسب فيه المتعلمون المعارف والمهارات والسلوكات التي تبني شخصياتهم وتعدهم للعيش في عصرهم وتجعلهم مواطنين صالحين متمسكين بأصالتهم وقيم مجتمعهم وفي ذات الوقت متفتحين على القيم الإنسانية وقادرين على التكيف الايجابي والواعي مع المتغيرات المتسارعة الداخلية منها والخارجية وعلى كافة الأصعدة". وأبرز أن الغاية المتوخاة من الإصلاحات الجارية في المنظومة التربوية برمتها هو "إحداث التغيير المنشود في المدرسة الجزائرية من أجل تكوين مواطن قادر على التحكم في تكنولوجيات العصر لضمان تنمية مستدامة وتوظيفها في تحقيق الرخاء الاجتماعي ومواكبة العولمة"، وأضاف أن هذه الإصلاحات تهدف أيضا إلى "ترسيخ القيم الثقافية والحضارية والتاريخية" في وجدان المواطن و"زيادة تشبعه بها" وذلك "بغرس روح المواطنة والوطنية في نفوس الناشئة والاعتزاز بماضيها العريق وحثها على صون المكونات الأساسية للهوية الوطنية والإلمام المتبصر بتراث الجزائر الثقافي والحضاري والسهر على رعايته وحفظه مع التفتح على العالم". وخلص إلى أن هذا المسعى "لا يتحقق إلا في كنف الاستقرار والسلم ولا يتأتى إلا بالتآخي والوئام وإلا بالمصالحة الشاملة بالتصافي والتلاحم بين كافة أفراد المجتمع" مشيرا إلى أنه "لا كفاح في بلادنا إلا على التخلف ولا حرب إلا على التكاسل والتخاذل والجمود".