كرم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين بقصر الشعب بالجزائر العاصمة المتفوقين في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2009. وقد جرى حفل التكريم بحضور مسؤولين سامين في الدولة و أعضاء من الحكومة و كذا أولياء التلاميذ. وتم بالمناسبة تسليم المتفوقين هدايا تمثلت في جهاز للإعلام الآلي لكل طالب وميداليات شرفية بالاضافة الى رحلة الى الخارج. وكانت أول متفوقة تستلم جائزتها من يد رئيس الجمهورية هي الطالبة واسطي إخلاص من ولاية وهران التي حصلت على معدل 17.68 وهي في نفس الوقت أصغر متفوقة في بكالوريا هذا العام. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد أن "الفضل الكبير" في نجاح هؤلاء التلاميذ يعود الى رئيس الجمهورية الذي حمل على عاتقه -كما قال- "مسؤولية التطوير والتحوير المدروس والاصلاح الشامل للمدرسة الجزائرية". وأضاف أن هذا الاصلاح "بدأ يعطي ثماره على أكثر من مستوى من خلال تطبيق سياسة تربوية متجددة تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة في بلادنا وفي مختلف القطاعات حتى يكون الاصلاح شاملا ومواكبا لكل ما يجري في العالم من مستجدات لها علاقة بعالم العلم والمعرفة". واعتبر الوزير أن هذا النجاح هو أيضا "ثمرة الجهود التي ما فتئت تبذلها الدولة الجزائرية لتجسيد مبدأ ديمقراطية التعليم على أرض الواقع". وقد بلغ عدد المترشحين الناجحين في بكالوريا هذا العام 135 ألف ناجح أي بنسبة 45.04 بالمائة منهم 77.852 إناثا (57.67 بالمائة) والنسبة الباقية (42.33 بالمائة) للذكور. وفي هذا الصدد أوضح السيد بن بوزيد أن هذه الأرقام "تعكس المكانة البارزة للإناث في مجال الدراسة والتمدرس عدديا ونوعيا". وقد نجح 35 متفوقا بتقدير جيد جدا منهم 10 متمدرسين و25 مترشحا حرا فيما بلغ عدد الناجحين بتقدير جيد 1729 و24.553 مترشح بتقدير قريب من الجيد. وقد أرجع الوزير هذه النتائج المحققة الى "الاهتمام بالمسألة البيداغوجية التي كانت المحور المركزي والمعلم البارز في عملية الاصلاح الشامل الذي شرع في تطبيقه منذ سنة 2003 والذي مس مختلف مكونات المنظومة التربوية". وأشار الى أن "هذا الانجاز لم يقتصر على امتحان شهادة البكالوريا بل خص كذلك امتحان الانتقال الى السنة الاولى متوسط حيث بلغن نسبة القبول للدورتين الاولى والاستدراكية معا نسبة 88.96 بالمائة وكذا السنة الاولى ثانوي التي بلغت نسبة القبول فيها 70.63 بالمائة" وهي نسبة -مثلما أضاف- "لم يشهدها النظام التربوي الجزائري منذ الاستقلال". وأكد السيد بن بوزيد أن "العناية الخاصة لرئيس الجمهورية مكنتنا من تطوير المنشآت التربوية وتوسيع شبكتها عبر ربوع الوطن حيث انتقل عدد الثانويات خلال العشرية الأخيرة من ألف (1999-2000) الى 1800 ثانوية (2009-2010) وعدد المتوسطات من 2500 الى 5000 وحدة وعدد المدارس الابتدائية من 15729 الى 17995. كما أبرز الوزير "التطور الهام" الذي عرفه القطاع سواء في "نوعية التأطير البيداغوجي أو في المستوى الدراسي المسموح به للتوظيف في مرحلة التعليم الأساسي بطوريه الابتدائي والمتوسط" مشيرا الى أنه تم توظيف 100 ألف أستاذ حامل لشهادة الليسانس في التعليم الاساسي "طبقا للنوعية والجودة في التأطير". وأضاف الوزير أن النظام التربوي الجزائري عرف "تطورا كميا هاما" في تعداد الناجحين في شهادة البكالوريا مشيرا الى أن هذا "التطور الكمي صاحبه تحسنا نوعيا للحائزين على شهادة البكالوريا تجلى في تزايد عدد الاستحقاقات من سنة لأخرى". من جانبها توجهت المتفوقة الأولى واسطي إخلاص بتشكراتها الى رئيس الجمهورية على رعايته لهذا الحفل معربة عن امتنانها له على ما قدمه للمنظومة التربوية من تشجيع وتقدير. وأكدت أن الفضل في نجاحها رفقة زميلاتها وزملائها إنما يعود الى الاصلاحات التي تم إدخالها على قطاع التربية الذي أصبح يحظى -مثلما قالت- "باهتمام خاص" من قبل رئيس الجمهورية. وقد سلمت بالمناسبة أسرة التربية الوطنية هدية رمزية الى رئيس الجمهورية "عرفانا له بالجهود التي بذلها من أجل تحسين وتطوير منظومة التربية والتعليم".