حصد حزب جبهة التحرير الوطني بوهران 12 مقعدا من بين 18، ليوجّه بذلك الضربة القاضية ل 42 تشكيلة سياسية منافسة على مستوى الولاية ويسحب البساط بمن كانوا يتربّصون به ويكيدون له المكائد. تأخّر الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية بعاصمة الغرب إلى غاية مساء أول أمس، أي بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية عن النتائج، وكانت المفاجأة باكتساح حزب جبهة التحرير الوطني لغالبية المقاعد، حيث فاز الأفلان ب 12 مقعدا، أمّا 6 مقاعد المتبقية فكانت من نصيب حزب العمّال بثلاثة مقاعد والأرندي بثلاثة مقاعد، أمّا عن بقية التشكيلات السياسية وهي 34 حزبا و6 قوائم حرة فقد خرجت بالبطاقة الحمراء مكسورة مهزومة. قائمة الأفلان التي يرأسها عبد القادر حجوج رئيس المجلس الشعبي الولائي سابقا وتحوز على تشكيلة من الإطارات والكفاءات من بينهم الأستاذ الجامعي محمد الطيبي، تمكنّت من الظفر ب 12 مقعدا في البرلمان لتصدق بذلك التوقعات التي كانت تنتظر فوز الأفلان على مستوى وهران نظرا للشعبية الكبيرة التي يحظى بها الحزب والمترشّحون والحملة الانتخابية القويّة وقفت أمامها باقي التشكيلات خائرة القوى منهارة. كما حقّقت الولاية نسبة مشاركة عالية هي 44.26 بالمائة وهي النسبة التي لم تكن متوقعة، إلاّ أنّها أرجعت من قبل المحللين إلى استجابة المواطنين لخطاب رئيس الجمهورية بسطيف، والتفافهم حول الأفلان لأنّ رئيس الجمهورية أشار إلى الحزب الذي ينتمي إليه ضمنيا، حينما قال »الحزب الذي أنتمي إليه معروف ولا غبار عليه«، وفهم الوهرانيون الرسالة ليتوجّهوا نحو الصناديق مصوتّين للرقم 5، مؤكّدين مرّة أخرى أنّهم يريدون الاستقرار ويريدون للأفلان أن يبقى في السلطة، وكانت أعلى نسبة ببلدية حاسي مفسوخ ب 74.69 وأدناها ببلدية وهران ب 33.68. وبمجرّد الإعلان عن النتائج أبدى ممثلو الأحزاب المنافسة انزعاجا واسعا ونشبت مناوشات كلامية حادّة وإتّهامات بالتزوير، إلاّ أنّ النتائج أرجعت للصندوق وخيار الشعب، فيما هبّ المناضلون بالأفلان لإقامة الحفلات والأعراس احتفالا بالانتصار الكبير الذي حقّقه الحزب على المستوى الوطني وعلى مستوى وهران. وقال عبد القادر حجوج متصدر القائمة أنّ »النتائج التي حاز عليها الأفلان بوهران فاقت توقعات الحزب وهو ما يعكس إرادة الشعب الجزائري الذي أعطانا مصداقية أكثر ووضع الثقة فينا، وأعاهد سكان وهران على أنني سأبذل قصارى جهدي في البرلمان رفقة كتلة الأفلان لدفع وتيرة التنمية بالولاية، كما سنقوم بإعادة الاعتبار لوهران كقطب سياحي وثقافي ومدينة متوسطية بالدرجة الأولى«.