جاء بيان المجلس الدستوري المرسّم لنتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة خاليا من أي تصحيح أو فتوى دستورية حول عدد المقاعد المتحصل عليها كل حزب، في ظل تأكيد جبهة التحرير الوطني على 23 مقعدا، بينما ترشح ثلاثة منشقين عن الأفلان، مستقلين وهو ما حدث مع مترشح واحد أيضا في صفوف ''الأفانا''· نشر المجلس الدستوري قائمة ال 48 عضوا الذين أخرجتهم صناديق الانتخاب في استحقاق التجديد النصفي للغرفة العليا من البرلمان، واكتفى البيان بذكر تفاصيل المشاركة، حيث أورد امتناع 619 ناخب عن التصويت من مجموع 15934 منتخب محلي مسجل· يأتي هذا في ظل تأكيد جبهة التحرير الوطني أنها تحصلت على 23 مقعدا باحتساب مقعد ورقلة الذي وقع طعن حول نتائجه، إذ أوضح سعيد بوحجة الناطق باسم الحزب العتيد ل ''الجزائر نيوز'' في تصريح نشر الخميس الماضي بأن مقعد ورقلة سيعود إلى الجبهة بشكل شبه مؤكد، غير أن صدور النتائج، أظهر أن ''الأفلان'' قد خسرت فضلا على ثلاثة مقاعد تخص وهران، تلمسان وعين الدفلى، مقعد ورقلة أيضا، مما يقهقرها عمليا واستنادا إلى بيان الداخلية الصادر الأربعاء، إلى المرتبة الثانية بعد الأرندي ب 18 مقعدا فقط، مما يعطي التقدم للأرندي ب 20 مقعدا خالصا دون طعن أو تبديل· وقال مصدر من المجلس الدستوري، ل ''الجزائر نيوز''، أن عدم تطرق البيان لأي تفصيل حول عدد المقاعد ''معناه أن النتائج الصادرة في بداية الفرز وإعلانها صحيحة''، وهي أن الأرندي تحصل على 20 مقعدا والأفلان 18 دون احتساب المنشقين عنه الذين ترشحوا مستقلين وحالة ورقلة المطعون فيها والتي عادت فيها الأفضلية لمستقل آخر منشق عن التجمع الوطني الديمقراطي، بينما حصلت ''حمس'' على مقعدين والأفانا على مقعد بدون احتساب مقعد مناضلها الذي ترشح أيضا بصفته مستقلا، وعاد للأرسيدي مقعد تيزي وزو الوحيد، في منطقة القبائل· هذا الوضع المتذبذب الذي سيصعب ضبط ملامح الكتل داخل مجلس الأمة، يبقى قائما، إذ يقول المترشح المنشق عن جبهة التحرير الوطني والفائز بمقعد وهران الطيب مهياوي، في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، أمس، أنه ما كان ليتراجع عن انشقاقه عن الأفلان حتى لو نفذ الأمين العام بلخادم تهديداته المتضمنة معاقبة كل مناضل يترشح خارج غطاء الأفلان· وأرجع الطيب مهياوي تمرده على الأفلان وبلخادم الذي زكى رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران حجوج محمد، إلى وجود اتفاق مبدأ وشرف يرجع إلى الانتخابات المحلية ''وهو أنني أدع وأساعد حجوج ينافس في وهران على رئاسة المجلس الشعبي الولائي على أن يساعدني في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة للظفر بمنصب السيناتور، لكن وقعت ''الخديعة''، فتحديت الجميع بمصداقيتي وشعبيتي والإجابة جاءت بها الصناديق''·