أوضح رضا مزوي مدير مخبر الدراسات والتحاليل للسياسات العمومية بجامعة الجزائر 3 بالجزائر أنه يتعين على وسائل الإعلام العمومية مواكبة التحولات الجارية في المجتمع باعتماد الحرفية عن طريق التكوين لتحسين الأداء الإعلامي. وأكد مزوي خلال ملتقى دولي حول الفضاء العمومي الإعلامي في المجال السياسي في المجتمعات المغاربية" أن مواكبة وسائل الإعلام العمومية للتطورات الإقليمية والعالمية لن يتأتى إلا بتوخي الحرفية في تغطية الحدث. وأبرز في هذا الصدد ضرورة الاهتمام بالتكوين لتحسين الأداء الإعلامي للصحفيين العاملين في الحقل الإعلامي العمومي. وأشار المتحدث إلى أن هذا الملتقى من شأنه تسليط الضوء والاستفادة من التجارب الدولية في مجال الممارسات السياسية عن طريق مجال الاتصال والإعلام للتوصل إلى ترسيخ مبادئ الديمقراطية وحماية حرية التعبير. واعتبر هذا الملتقى فرصة أيضا لتوضيح الرؤى حول ديناميكيات التحولات الجارية على مستوى الإعلام العمومي ودوره في الحقل السياسي في دول الغرب العربي إلى جانب تبادل الآراء حول طرق التغيير في مجال العلاقات القائمة بين الدولة والمجتمع المدني. وذكر نفس المسؤول بكل الانجازات التي تحققت لحد الآن على مستوى الساحة الإعلامية الوطنية، مشيرا خاصة إلى المصادقة على قانون الإعلام الأخير من طرف البرلمان والذي جاء، كما قال، ليكرس أكثر حرية التعبير ويحمي حقوق الصحافيين. من جهتهم تطرق عدة متدخلين إلى الأوضاع التي عاشتها بعض الدول العربية منذ أواخر 2010 إلى غاية اليوم فيما يعرف ب»الربيع العربي« كما حدث في كل تونس ومصر وليبيا ودور الإعلام لاسيما العمومي منه في تغطية الأحداث وكيفية استخدام العديد من المفاهيم التي كانت كلها تطالب بإحداث تغيير وتجديد في هذه البلدان. وقال المشاركون أن هذه البلدان تعرف تغيرات جذرية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما يستدعي إشراك وسائل الإعلام في هذا التغيير بتغطية الأحداث بطريقة موضوعية بناءة ومحايدة. أما الدكتور جميل حيدر ممثل مؤسسة هانس سيدال الألمانية فقد اعتبر من جهته حرية الإعلام من أهم مبادئ الحرية الفردية مذكرا في هذا الإطار بالنموذج الجزائري في مجال حرية التعبير. وأشار إلى أن الجزائر حققت نتائج معتبرة في مجال حرية التعبير لحد الآن مقارنة مع البلدان المجاورة. وتطرق الأستاذ مانغال محمد لخضر من المدرسة العليا للصحافة إلى أهم المفاهيم التي استعملتها مختلف وسائل الإعلام أثناء أحداث ما يسمى »الربيع العربي« ضد الأنظمة التي كانت قائمة. وقال مانغال أن هذه المصطلحات والمفاهيم كانت أغلبها تدعو للتغيير والتجديد برحيل الأنظمة السائدة داعية في نفس الوقت إلى تكريس الحرية والعدالة والمواطنة واحترام حقوق الإنسان.