أوضح مدير مخبر الدراسات والتحاليل للسياسات العمومية بجامعة الجزائر 3 محمد رضا مزوي يوم الأحد أنه يتعين على وسائل الاعلام العمومية "مواكبة" التحولات الجارية في المجتمع باعتماد "الحرفية" عن طريق التكوين لتحسين الاداء الاعلامي. وأكد مزوي خلال ملتقى دولي حول "الفضاء العمومي الاعلامي في المجال السياسي في المجتمعات المغاربية" أن مواكبة وسائل الاعلام العمومية للتطورات الاقليمية والعالمية لن يتأتى الا بتوخي " الحرفية " في تغطية الحدث. وابرز في هذا الصدد ضرورة الاهتمام بالتكوين لتحسين الاداء الاعلامي للصحفيين العاملين في الحقل الاعلامي العمومي. و أشار المتحدث إلى ان هذا الملتقى من شأنه "تسليط الضوء" و " الاستفادة" من التجارب الدولية في مجال الممارسات السياسية عن طريق مجال الاتصال والاعلام للتوصل إلى ترسيخ مبادئ الديمقراطية و حماية حرية التعبير . واعتبر هذا الملتقى الذي يدوم يومين فرصة أيضا ل "توضيح الرؤى حول ديناميكيات التحولات الجارية على مستوى الاعلام العمومي ودوره في الحقل السياسي في دول الغرب العربي إلى جانب تبادل الاراء حول طرق التغيير في مجال العلاقات القائمة بين الدولة والمجتمع المدني" . وذكر نفس المسؤول بكل الانجازات التي تحققت لحد الان على مستوى الساحة الاعلامية الوطنية مشيرا خاصة إلى المصادقة على قانون الاعلام الاخير من طرف البرلمان والذي جاء —كما قال— "ليكرس أكثر حرية التعبير ويحمي حقوق الصحافيين ". ومن جهتهم تطرق عدة متدخلين إلى الاوضاع التي عاشتها بعض الدول العربية منذ أواخر 2010 إلى غاية اليوم فيما يعرف ب"الربيع العربي " كما حدث في كل تونس ومصر وليبيا و دور الاعلام لاسيما العمومي منه في تغطية الاحداث وكيفية استخدام العديد من المفاهيم التي كانت كلها تطالب ب"احداث تغيير وتجديد في هذه البلدان ". وقال المشاركون أن هذه البلدان تعرف "تغيرات جذرية" في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما يستدعي اشراك وسائل الاعلام في هذا التغيير بتغطية الاحداث بطريقة "موضوعية بناءة ومحايدة ". أما الدكتور جميل حيدر ممثل مؤسسة هانس سيدال الالمانية فقد اعتبر من جهته حرية الاعلام من أهم مبادئ الحرية الفردية مذكرا في هذا الاطار بالنموذج الجزائري في مجال حرية التعبير. و أشار إلى أن الجزائر قد حققت "نتائج معتبرة" في مجال حرية التعبير لحد الان مقارنة مع البلدان المجاورة مضيفا بان حرية التعبير تبقى المطلب الاساسي عند البلدان العربية. أما أدموند كواسي أستاذ بجامعة "بواكي" بكوت ديفوار فقد عرض تجربة وسائل اعلام بلده في تغطية الاحداث في ظل التحولات الجارية. وتطرق الاستاذ مانغال محمد لخضر من المدرسة العليا للصحافة إلى أهم المفاهيم التي استعملتها مختلف وسائل الاعلام اثناء أحداث ما يسمى ب "الربيع العربي" ضد الانظمة التي كانت قائمة. وقال مانغال أن هذه المصطلحات والمفاهيم كانت اغلبها تدعو للتغيير والتجديد برحيل الانظمة السائدة داعية في نفس الوقت إلى تكريس الحرية والعدالة والمواطنة واحترام حقوق الانسان. و أبرز عدد من الباحثين الجامعيين أهمية ودور عمليات صبر الاراء لمعرفة آراء و ردود فعل المواطنين حول ظاهرة معينة أو حدث مهم في المجتمع. وأشار المتدخلون في هذا الاطار إلى صبر الاراء الذي اجرته صحيفة الوطن اليومية قبل الانتخابات التشريعية الاخيرة والتي تنبأت ببلوغ نسبة المشاركة فيها ب 44 بالمئة" مشيرين إلى ان هذه النسبة هي أقرب بكثير لحقيقة النتائج المتحصل عليها والتي قدرت ب 36 ر42 بالمئة. و للاشارة فان أشغال هذا الملتقى تتواصل على مستوى أربعة ورشات عمل تعكف على دراسة دور الصحافة والنشاط السياسي و تحديات الوساطة السياسية و وسائل الاعلام ركيزة السياسات العمومية.