حكومات الخليج تستعجل فشل مهمة كوفي أنان، والبديل الذي تريد أن تفرضه هو التدخل العسكري الخارجي، فقد قال وزير الخارجية السعودي متحدثا باسم الخليجيين إنهم بدأوا يفقون الأمل في مبادرة كوفي أنان، وعلى مجلس الأمن سرعة اتخاذ خطوات فعالة لإلزام النظام السوري بتنفيذ المبادرة، بما في ذلك اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. والحقيقة أن الخليجيين لم يتعاملوا مع الجامعة العربية إلا كمعبر لتدويل الأزمة السورية ونقلها إلى مجلس الأمن الدولي، وقد سعوا إلى إفشال كل الاقتراحات التي قدمتها أقطار عربية أخرى من أجل تجنب التدخل العسكري، وقد أجهضت مهمة المراقبين العرب بكل إصرار، وعندما تم تعيين كوفي أنان تحت عنوان مبعوث الجامعة العربية والأممالمتحدة بدأت الضغوط عليه، وقد بدأ الحديث مبكرا عن فشل مهمة المراقبين الدوليين حتى قبل بدايتها، وقد تم تحريض المعارضة السورية على رفض خطة أنان وإفشالها، وهو ما يتواصل الآن. أغرب ما في تصريحات وزير الخارجية السعودي الذي يتحدث باسم الخليجيين هو تحديده لما يجب أن يكون عليه مضمون تقرير أنان المنتظر صدوره نهاية الشهر الجاري، فقد اشترط سعود الفيصل أن يكون تقرير أنان صريحا وشفافا وواقعيا، وأن يتضمن الحقائق كاملة، بما يساعد في التوصل إلى حل للأزمة وليس تعقيدها، وهذا الكلام يعني ببساطة أن المطلوب من أنان أن يدعو إلى التدخل العسكري حتى يصبح تقريره ذا مصداقية، ففي نظر الخليجيين والوزير الذي يتحدث باسمهم فإن عبارة واحدة تكفي لتلخيص ما يجري في سوريا حيث يستمر القتل والتنكيل بالمدنيين الآمنين، والحل هو أن يسعى المجلس إلى توظيف إمكانياته لتحقيق حل سريع للأزمة يسهم في حقن الدماء، ويمكن الشعب من الدفاع عن نفسه أمام آلة القتل الحكومية، ودفاع الشعب عن نفسه هو طريق الحرب الأهلية التي فتحتها أموال الخليجيين وأسلحتهم. بعد هذا كله يذكرنا هؤلاء بأن ما تفعله إيران سيجر الخراب على المنطقة، وكأن خراب سوريا لن يصل إلى الخليج ولذلك فهم يستعجلونه.