دعا خبراء تربويون وأكاديميون عرب إلى دعم الهوية الثقافية للأمة العربية والإسلامية من خلال تفعيل دور المناهج الدراسية في ترسيخ الانتماء الفكري والحضاري للأجيال القادمة،جاءت تلك الدعوة خلال مؤتمر عقد بالقاهرة حول "مناهج التعليم والهوية الثقافية للأمة، الواقع والمأمول" تمت خلاله مناقشة أكثر من 35 بحثا طيلة يومين. ق.ث تناول المؤتمر العلمي العشرون للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس العديد من القضايا المهمة منها تنمية قيم الهوية الثقافية وثقافة الانتماء والمواطنة، مواجهة الأزمات وتحديات العولمة، التنشئة السياسية والتربوية والبدنية والنفسية والعلمية والابتكارية للنشء،كما دعا المشاركون في المؤتمر إلى التنسيق بين المؤسسات المؤثرة ومنها الأسرة والمدرسة في المهام التربوية, حتى لا يشوش النشء ويقع فريسة لتناقضات العالم المعاصر. وقال رئيس المؤتمر ورئيس الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس" إن المناهج تلتفت عادة إلى العلم والمعرفة والتطورات الحديثة, ولا يشد انتباهها بناء شخصية لها ولاء وانتماء لهذا الوطن وهذه الأمة"،وأضاف محمود كامل الناقة أن "العلاقة بين الهوية الثقافية والمناهج التعليمية علاقة جدلية وشديدة القوة والارتباط، بمعنى ضرورة أن يستند المنهج التعليمي والتربوي لأساس اجتماعي, يتضمن ثقافة المجتمع ومشكلاته وتاريخه وحاضره،وفي نفس السياق أكد مقرر عام المؤتمر وأستاذ المناهج والتربية بجامعة عين شمس السعيد محمد السعيد أن المؤتمر يهدف لإيضاح أبعاد وجوانب الهوية العربية والإسلامية, ودور المناهج الدراسية في الحفاظ عليها وتنميتها وتأصيلها، ومقاومة محاولات طمسها وفي دراسة بعنوان "رؤية مستقبلية لتفعيل دور مناهج التعليم في الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة العولمة" أشار الخبير التربوي محمد علي نصر إلى أن مناهج التعليم الحالية تهتم بالتعليم أكثر من اهتمامها بالقيم, ومنها المواطنة والهوية الثقافية،وأضاف نصر أن ذلك التوجه نجم عنه انخفاض مستوى التعليم, كما زادت العولمة الأمور سوءا لأنها تتصارع مع الهوية في أحيان كثيرة، وشدد على ضرورة الانتقال من التعليم إلى التعلم، ومن ثقافة الذاكرة إلى ذاكرة الإبداع،وفي بحثه عن" تدريس العلوم في الجامعات العربية بين التعريب والتغريب" نبه أستاذ المناهج بجامعة أسيوط رفعت المليجي إلى أن الهوية العربية تواجه حاليا حملة شرسة, مؤكدا أن الإبداع العلمي والتقني لن يتحقق إلا إذا تشربته الأمة بلغتها الأم ، ولفت المليجي في بحثه النظر إلى أن طلاب المعاهد العليا والكليات في الكيان الصهيوني يدرسون بالعبرية, وهي لغة مراكز البحث العلمي، وبالتالي حول خمسة ملايين إسرائيلي لغة ميتة لم تكن أبدا لغة للعلم إلى لغة تدرس بها العلوم الحديثة، في حين أن أكثر من ثلاثمائة مليون عربي كانت لغتهم هي لغة العلم في العالم كله لعشرة قرون، ومع ذلك لازالوا مختلفين حول قضية تعريب العلوم