تواصل القوات المشتركة للجيش عمليات التمشيط ومحاصرة الجماعات الإرهابية حتى الآن وبشكل مكثف بشرق الوطن في جبال بومرداس، تيزي وزو والبويرة لتضيق الخناق على بقايا التنظيمات المسلحة، ومواجهة التصعيد النسبي في الاعتداءات التي يعتبرها المحللون بمثابة الرد على الضربات الموجعة التي يوجهها الجيش للجماعات الإرهابية، وتشير مصالح الأمن إلى أن عمليات استهداف مخابئ الإرهابيين ستستمر لمدة أطول، حيث قامت قوات الجيش بنصب العديد من المعسكرات بشرق البلاد، بعدما تردد مؤخرا من معلومات أمنية حول هجمات إرهابية عشوائية محتملة. أشارت مصادر أمنية أن وحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة منذ أسابيع طويلة في كثير من المناطق المعزولة في شرق الوطن شرعت منذ أيام في نصب العديد من المعسكرات على امتداد كيلومترات في جبال ولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة وعدد من المناطق الداخلية بشرق البلاد من بينها أم البواقي وخنشلة تحضيرا لتوسيع نطاق عمليات التمشيط والقضاء على قيادات بارزة في التنظيمات المسلحة التي ما تزال تنشط في مناطق متفرقة ومعزولة من الوطن، وعلمت "صوت الأحرار" من ذات المصادر أن هذه الخطوة تأتي في مخطط مصالح الأمن لتوسيع نطاق الخطة الأمنية المطبقة التي وضعتها الأجهزة الأمنية لرصد وتعقب الخلايا الإرهابية، في أعقاب سلسلة العمليات الانتحارية الظرفية المستجدة في الفترة الأخيرة بعد فترة طويلة من التحسن والاستقرار الأمني بإجماع المتتبعين للشأن الأمني في الجزائر. وتؤكد العمليات النوعية التي نفذتها قوات الجيش مؤخرا، أبرزها الضربة قاسية التي وجهتها قوات الجيش في العملية التي قتلت فيها 12 إرهابيا بينهم قياديون بمنطقة بنى دوالة بولاية تيزي وزو، وكذا اكتشاف مخبأ لصناعة المتفجرات خلال حملة تمشيط أمنى قام بها الجيش مطلع الأسبوع الجاري بولاية البويرة ونجاحه في القضاء على قيادات بارزة في التنظيمات المسلحة التي ما تزال تنشط في مناطق متفرقة ومعزولة من الوطن بالإضافة إلى الإعلان عن استسلام أسماء ثقيلة من قيادات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، النجاح الذي حققه الجيش الوطني في رفع حصيلة مكافحة الإرهاب. وتشير آخر التطورات أن القوات المشتركة للجيش الوطني الشعبي، تواصل حاليا ولليوم العاشر على التوالي، تقدمها في أعماق جبال ولايتي بومرداس وتيزي وزو بحثا عن عناصر "الجماعة السلفية"، حيث تمكنت من إحكام سيطرتها على هذه المنطقة وباتت تحاصر عناصر من كتيبة تعرف باسم "الفتح المبين" والمنضوية تحت لواء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، فيما ما زالت عملية القصف و التمشيط التي أطلقتها وحدات الجيش الوطني الشعبي نهاية الأسبوع المنصرم في غابات سيدي علي بوناب وبلدية أمجود بولاية تيزي وزو متواصلة حتى الآن وبشكل مكثف بحثا عن عناصر " تنظيم القاعدة" في هذه المنطقة، وشوهدت المروحيات المقاتلة وهي تجوب المنطقة وتقصف مواقع يعتقد أن عناصر إرهابية وقيادات بارزة في التنظيمات المسلحة يتحصنون فيها، وبالموازاة مع ذلك أسفرت التحريات عن تدمير معمل لصناعة القنابل والعبوات الناسفة، قبل أيام، بغابة سيدي علي بوناب الواقعة بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو. وملفت للانتباه أن هذا التحول الايجابي في سياسة مكافحة الإرهاب وتعزيز وتوسيع نطاق الخطة الأمنية جديدة التي وضعتها الأجهزة الأمنية لمحاربة الإرهاب عقب الهجمات الإرهابية الانتحارية التي استهدفت الجزائر العاصمة في 11 أفريل الماضي، أثبتت نجاحها ميدانيا، بدليل الارتفاع المحسوس المسجل في حصيلة مكافحة الإرهاب خلال الأشهر الماضية مقارنة بفترات سابقة.