المارقون عن الدين والوطن هربا من ضربات الجيش الوطني وقوات الأمن، نقل التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" اعتداءاته الإجرامية نحو مناطق بالشرق الجزائري، كمنفذ نجدة يجنبه مزيدا من الخسائر في صفوف إرهابييه، خاصة بعد عملية بني دوالة التي تم فيها القضاء على عدد من "الرؤوس المدبرة" ومهندسي التفجيرات الإنتحارية. * إعتداء سكيكدة يأتي بعد أيام قليلة فقط من إعتداء مشابه بولاية جيجل، التقيا تقريبا في طريقة تنفيذ الجريمة، واختلفا من حيث عدد الضحايا، ويبدو أن التنظيم الإرهابي، حسب معاينة خبراء في مجال الأمن، "نقل" ميدان إعتداءاته الإجرامية وتحويلها بعيدا عن معاقله التقليدية التي ظلت المكان المفضل لارتكاب عمليات مسلحة، الإنسحاب فيها بأقل الأضرار "مضمونا"، على اعتبار أن مخابئ وكازمات الإرهابيين لا تبعد كثيرا عن "الأهداف" التي تستهدفها بقايا الإرهاب في كمائن وتفجيرات إنتحارية. * ما يمكن وصفه، حسب مراقبين، بتكالب أو "تصعيد" إرهابي ببعض مناطق الشرق، يأتي في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الأمن والجيش على مستوى منطقة الوسط، خاصة بولايات العاصمة، وتحديدا عبر محور: بومرداس-تيزي وزو-البويرة، وهو "محور الشرّ" أو مثلما يسميه البعض "مثلث الموت" الذي حوّله الإرهابيون إلى مصنع لإنتاج الموت والقتل، وذلك لأسباب جغرافية تميزها كثافة الغابات والجبال والمسالك الوعرة التي تسهل عمليات الفرار والاختباء. * وعلاوة على ذلك، فإن استمرار نشاط عدد من القواعد الخلفية التي تضمن لكتائب الموت التموين والتمويل و"المعلومات"، ساعد أيضا، حسب متابعين، على تمركز العمل الإرهابي بمنطقة الوسط، رغم إجراءات التفكيك والمطاردة والتمشيط، التي قضت على عشرات من الإرهابيين وأوقفت طوابير من "الأعين" التي تضمن لهم التحرك وتؤمّن لهم خط الرجعة في حالة المخاطر الإستباقية ومباغتات الأجهزة الأمنية. * ولا يمكن، حسب أوساط مراقبة، إغفال اعترافات وشهادات و"معلومات" عدد كبير من "التائبين" والإرهابيين الفارين وممّن ألقي عليهم القبض، في كشف عديد المخططات الإجرامية وكذا "تفكير" هيئة أركان التنظيم الإرهابي، ما يكون قد أجبر هذه الأخيرة، على "تهريب" إرهابييه واعتداءاته بعيدا عن "المقر المركزي" للرؤوس القيادية، وذلك بهدف فكّ الخناق عليه و"تحريره" من قبضة الجيش، فكان تنفيذ إعتداءات إجرامية عبر مناطق بالشرق، "طوق نجاة" يحاول الإرهابيون استخدامه، أولا لتغليط الرأي العام بإتساع رقعة العمل الإرهابي، وثانيا "تهدئة وطمأنة" العناصر المسلحة "المرعوبة"، وثالثا هروبا من ضربات الجيش والأمن.