تدمير مخبأ ومحاصرة 15 إرهابيا في حصيلة أولية شرع عناصر الجيش الوطني الشعبي، أول أمس، في عملية تمشيط واسعة النطاق لتطهير منطقة القبائل من بقايا الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، وعلى رأسهم أمير التنظيم الإرهابي المسمى ب''الجماعة السلفية للدعوة و القتال''، حيث عرفت غابة ''قرقور'' بمنطقة باترونة التابعة إداريا لبلدية تيزي وزو عملية تغلغل لقوات الأمن المشتركة، حيث قصفت المروحيات والمدفعية بكثافة معاقل الإرهاب بالغابة. وحسب مصادر ''البلاد'' فقد تم رصد حوالي 15 إرهابيا من كتيبة ''الفاروق'' النشطة بالمنطقة محاصرين داخل المعاقل التي يتم قصفها. كما أنه تم خلال اليوم الأول من عملية التمشيط التي تم تسخير، لها، إمكانيات بشرية ومادية ضخمة لتدمير مخبأ أرضي والتوغل داخل المسالك التي لغمها الإرهابيون. وشرع الجيش المدعوم بالقوات الخاصة في عملية تمشيط مماثلة بجبال علي بوناب بتيزي وزو المعروفة بإيوائها الجماعات الإرهابية نظرا لتضاريسها الوعرة. وتأتي تحركات الجيش بعد رصد مجموعة إرهابية على مشارف جبال تيزي وزو، بالإضافة إلى تلقي العديد من شكاوى مواطني المنطقة الذين يتعرضون يوميا للابتزاز في ممتلكاتهم من قبل الإرهابيين. وقد سبق للوزير الأول أحمد أويحيى أن توعد من تيزي وزو خلال تنشيطه الحملة الانتخابية بتطهير منطقة القبائل من الإرهابيين في القريب العاجل. وهو ما ذهب إليه المدير العام للأمن الوطني، العقيد علي تونسي، عندما أعلن من بومرداس أنه سيتم القضاء على الإرهابيين قريبا. وهي دلائل تشير إلى أن مصالح الأمن أنهت استعداداتها للتوغل في عمق معاقل ''الجماعة السلفية'' بعد أن تم استنزافها وإضعاف قدرتها على المناورة والتحرك بسهولة، حيث اعتمدت مصالح الأمن خلال الشهور الماضية على ضرب المجموعات الإرهابية على مرحلتين: الأولى هي تفعيل العمل الاستخباراتي الذي مكن من تفكيك أهم خلايا الدعم والإسناد التي تعد متنفس التنظيم الإرهابي، لتأتي المرحلة الثانية التي تمثلت في ترصد الإرهابيين خلال تنقلهم إلى المدن من أجل الحصول على المؤونة بعد تجفيف منابع الخلايا النائمة، وهو ما أدى إلى القضاء على العشرات من الإرهابيين غالبيتهم من بقايا التنظيم الدموي ''الجيا'' الذين يعدون الفرقة المفضلة لدى أميرهم دروكدال. لتبقى المرحلة الأخيرة والمتمثلة في عمليات تمشيط واسعة للمعاقل الرئيسية ل''الجماعة السلفية'' تفضي بالقضاء على أمراء الموت في الجزائر. وهو ما توعد به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لما خير الإرهابيين بين الرضوخ لرغبة الشعب والانخراط في مشروع المصالحة الوطنية، أو الضرب بيد من حديد. وهي إشارة من الرئيس برغبته في القضاء على ظاهرة الإرهاب في عهدته الثالثة، من خلال عفو شامل يزكيه الشعب وآلة حصاد عسكرية تكتسح الجبال لحصد رؤوس الإرهابيين الرافضين السلم والأمان، تخدم موقفه أمام تنظيم ''القاعدة'' بزعامة أسامة بن لادن تضفي الشرعية على أعماله الإرهابية خاصة منها الانتحارية، بالإضافة إلى استعمال ''جوكير'' المقاطعة لتقوية تنظيمه المنهار جراء الضربات الموجعة من قبل مصالح الأمن. وكان عبد المالك دروكدال قد راهن على مقاطعة واسعة من قبل الجزائريين للانتخابات، حيث سارعت اللجنة الإعلامية بالتنظيم الإرهابي إلى إصدار بيان تدعو فيه الشعب إلى مقاطعة الانتخابات، لترد عليه الجالية بالخارج بمشاركة قوية بالتصويت، ما دفع بدروكدال إلى توجيه تسجيل صوتي عاجل إلى الناخبين في الوطن يدعوهم للمقاطعة ليجيبوه بأكثر من 74 بالمائة من المشاركة واحتفالات كبيرة عبر مختلف ربوع الوطن احتفالا بالفوز الكاسح لبوتفليقة واحتفالا بقرب ما وعد به الرئيس، وهو القضاء على آخر إرهابي أجواء السلم في الجزائر.